وقفة مع قوله [ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا ]
قال الله - تعالى -: { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ } [السجدة: 24]،
وقال { كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } [البقرة: 249]. قال شيخُ الإسلام بن تيمية - رحمه الله -: "لا تُنال الإمامةُ في الدِّين إلا بالصبر واليقين". وسطَّر تلميذُه ابنُ القيم كلامًا ماتعًا، ذَكَر فيه أنَّ طريق الله - سبحانه - لا يتَّسع إلا للموقِنين الصابرين، أما غيرُهم فلا. فالذين يستعجلون، ولا يُحقِّقون الإيمان واليقين، لا نَصْرَ لهم؛ لأنَّهم مخالفون لسُنَّة الله ربِّ العالمين: { فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً } [فاطر: 43]. والصبر: يكون بحَبْس اللِّسان عن الشَّكْوى، وحبس القلْب عن الجَزع، وحبس الجوارح عن كلِّ ما يُنافي الصبر: صبْر على الطاعة، وصبْر عن المعصية، وصبر على أقدار الله - عزَّ وجلَّ - وسُنُنه في خَلْقه. واليقين - رزقنا الله إيَّاه -: يكون بتدبُّر معاني القرآن، والثِّقة بها، والإيمان بها على ما جاءتْ، وكذلك السُّنَّة الصحيحة، وتلقِّي نصوص الكتاب والسُّنة بالقلْب، وإلْقاء السمع مع الشهادة { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق: 37]، والله المستعان. وصلى الله على معلم السنة وآله وصحبه |
مشكور على جهودك
|
كل الشكر اخي على المعلومات
|
بارك الله فيك
|
بارك الله فيك اخى الغالى
|
شكرا لك اخى الكريم
وجزاك الله خيرا |
الساعة الآن 08:02 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.