منتديات الشبول سات

منتديات الشبول سات (https://www.shbool-sat.com/vb/index.php)
-   مواضيع وبرامج دينية عامة (https://www.shbool-sat.com/vb/forumdisplay.php?f=70)
-   -   الدعوة إلى إقامة العبادة والإخلاص فيها (https://www.shbool-sat.com/vb/showthread.php?t=57790)

خالد الشبول 03-11-2012 05:49 PM

الدعوة إلى إقامة العبادة والإخلاص فيها
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدعوة إلى إقامة العبادة والإخلاص فيها
من مجالات الدَّعوة في القُرآن الكريم دعوتُه إلى إقامة العبادة لله - تعالى - وحدَه لا شريكَ له؛ من الصَّلاة والصِّيام، والزَّكاة والحج، والذِّكر والتوبة والاستغفار، وتلاوة القُرآن، والإحسان إلى الناس، والجهاد في سبيل الله، وغير ذلك من مَجالات العِبادة التي ورَد بها الشَّرع المطهَّر، وبيَّنها القُرآن المنزَّل على سيِّدنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "العبادة: هي اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّه الله ويَرْضاهُ من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة"؛ ا.هـ.
وهي مُنقسِمةٌ على القلب واللسان والجوارح؛ فالخوف والرَّجاء والمحبَّة، والتوكُّل والرَّغبة والرَّهبة عباداتٌ قلبيَّة، والتسبيح والتهليل والتكبير والحمد والشكر باللسان والقلب عبادات لسانيَّة قلبيَّة، والصلاة والزكاة والحج والجهاد عبادات بدنيَّة قلبيَّة... إلى غير ذلك من أنواع العِبادة التي تجري على القلب واللسان والجوارح، وهي كثيرة، والعبادة هي الغاية الكُبرى التي خلَق الله الخلْق من أجلها.
قال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].
فأخبَر - سبحانه - أنَّ الحِكمة من خلْق الجنِّ والإنس هي قِيامهم بعِبادة الله، والله غنيٌ عن عِبادتهم، وإنما هم المحتاجون إليها؛ لفَقْرِهم إلى الله - تعالى - فيعبُدونه على وفق شَرِيعته، فمَن أبى أنْ يعبُد الله، فهو مستكبرٌ، ومَن عبَدَه وعَبَدَ معه غيرَه، فهو مشركٌ، ومَن عبَدَه وحدَه بغير ما شرَع، فهو مبتدعٌ، ومَن عبَدَه وحدَه بما شرَع، فهو المؤمن الموحِّد.
والعبادة توقيفيَّةٌ؛ بمعنى: أنَّه لا يُشرَع منها إلا بدليلٍ من الكتاب والسُّنَّة، وما لم يشرع يُعَدُّ بدعةً مردودة، كما قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث المتَّفق عليه: ((مَن عَمِلَ عملاً ليس عليه أمرُنا، فهو ردٌّ))؛ أي: مردودٌ عليه عمَلُه، لا يُقبَل منه بل يأثم عليه؛ لأنَّه معصيةٌ وليس طاعة، ثم إنَّ المنهح السليم في أداء العبادات المشروعة هو الاعتدال بين التَّساهل والتكاسُل، وبين التشدُّد والغلوِّ؛ قال - تعالى - لنبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112].
فهذه الآية الكريمة فيها رسمٌ لخطَّة المنهج السليم في فِعل العبادات[1].
ومبنى العبادة في الشَّريعة الإسلاميَّة يقومُ على قاعدتين مهمَّتين:
الأولى: ألا يُعبَد إلا اللهُ وحدَه.
الثانية: ألا يُعبَد إلا بما شرَع على لسان رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
صُوَر العبادة في القُرآن:
وهنا نشيرُ إلى بعض العِبادات التي حَثَّ عليها القُرآن الكريم ودعا المؤمنين إلى إقامتها والتقرُّب بها إليه - تعالى - فمن هذه العبادات:
1- الصلاة:
ورَدَ فيها قولُه - تعالى -: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40].
وقوله - تعالى -: ﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 13، 14].
وقوله - تعالى -: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾ [العنكبوت: 45].
وقوله - تعالى -: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238].
وقوله - تعالى -: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43].
وغير ذلك من الآيات الكريمة.
2-الزكاة:
وفيها ورَدَ قولُ الله - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 3]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43].
وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 277].
وقوله - جلَّ وعلا -: ﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ [مريم: 31].
وقوله - تعالى -: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103].
والآيات في الزكاة كثيرة.
3-الصيام:
وورَدَ في هذه العبادة قولُ الله - تعالى -: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].
وقوله - تعالى -: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185].
4- الحج:
ورَدَ فيه قوله - تعالى -: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27].
وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 96، 97].
5-الذِّكر:
وهو أيضًا من جملة العِبادات المأمور بها، ورد فيه قولُه - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42].
وقوله - تعالى -: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً ﴾ [الأعراف: 205].
وقوله - تعالى -: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].
وقوله - تعالى -: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].
وقوله - جلَّ وعلا -: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].
إلى غير ذلك من الآيات الواردة في شأن الذِّكر وفضله وشأن الذَّاكِرين.
6-الجهاد في سبيل الله:
ورَدَ ذِكرُ الجهاد وفضله، والدعوة إليه، والحث على مُقاتَلة الكفار في آياتٍ قُرآنيَّة كثيرة؛ منها:
قولُ الله - تعالى -: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].
وقولُه - تعالى -: ﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 74].
وقولُه - تعالى -: ﴿ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 88، 89].
وقولُه - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4].
وقولُه - تعالى -: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 41].
وكتابُ الله - تعالى - مملوءٌ بآيات الجهاد والدعوة القُرآنيَّة إليه.
7-الدعاء:
ومن العبادات التي دعا إليها القُرآن أيضًا عبادةُ الدعاء والتضرُّع إلى الله - تعالى - والانكسار بين يديه بذلِّ الافتقار إليه - سبحانه - فمِن ذلك:
قولُه - تعالى -: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].
وقولُه - تعالى -: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186].
وقولُه - سبحانه -: ﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 32].
وقولُه - تعالى -: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [إبراهيم: 40].
وقولُه - تعالى -: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [غافر: 14].
إلى غير ذلك من الآيات القُرآنيَّة في مَقام الدعاء.
[1] "العقيدة الإسلامية"؛ أحمد منصور آل سبالك.



زياد البيروتي 03-11-2012 06:31 PM

الف شكر لك اخي الغالي وجزاك الله خير الجزاء

خالد الشبول 03-12-2012 06:50 PM

نور الموضوع بمرور كبار المنتدى يعطيكم العافية

مصعب القعاونة 03-12-2012 08:29 PM

ألف شكر على المتابعة الرائعه والتميز الرائع الله يعطيك ألف عافية .


الساعة الآن 12:31 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.