الموضوع: البستان الأزرق
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-07-2011, 07:58 PM
الصورة الرمزية ابو فارس
ابو فارس ابو فارس غير متواجد حالياً
 




معدل تقييم المستوى: 0 ابو فارس على طريق التميز
افتراضي البستان الأزرق



كانتْ سمكةٌ صغيرةٌ، تعيشُ في نهرٍ جميل

النهرُ الكريمُ، غذّاها بطعامِهِ، وربّاها بحنانِهِ، حتى صارتْ كبيرة‏
السمكةُ لم تفارقِ النهرَ، ولم تعرفْ وطناً غيرَهُ. في مياهِهِ تسبح

وعلى أمواجِهِ ترقص، وفي أعماقه تغوص
النهرُ يحضنها بين ضفتيهِ، كأنَّهُ أُمٌّ رؤوم‏
عاشتِ السمكةُ، هانئةً سعيدة
ذاتَ يوم.. قالت لها الضفدعة: صديقتي السمكة

ماذا تريدين
هل شاهدْتِ الأزهار؟‏ لا‏
هل تعرفينَ الأشجار؟‏ لا
اصعدي إلى الشاطئ
لماذا؟‏سأُريكِ أشياءَ جميلة
أين؟‏ في البستان‏
قالت السمكة:‏ أيكونُ البستانُ أجملَ من النهر
نعم‏
أنا لم أرَ أجملَ من النهر
وهل خرجْتِ منه مرَّةً؟‏ لا‏
اخرجي، وشاهدي بعينيكِ‏
قفزَتِ السمكةُ إلى الشاطئ‏
وحينما صارتْ على الرمال، شعرَتْ باختناقٍ شديد..‏
أخذَتْ تتلوَّى، وتتقلَّب‏
جمعَتْ قواها، وزلقَتْ إلى الماء.. وعندما احتضنها النهر
عادت إليها أنفاسُها
وآبَ إليها نشاطها، فبدأَتْ تغوصُ، وتقفزُ، فرحةً آمنة
صاحتِ الضفدعةُ:‏ لماذا رجعْتِ أيَّتُها السمكة
النهرُ وطني، ولن أتركه
اتركيه قليلاً، ثم تعودين إليه
لن أفعل
لماذا؟‏ إذا تركْتُهُ فسوف أموت لن تموتي‏
وما يدريكِ؟‏قالت الضفدعة:‏ أنا أعيشُ تارةً في الماء
وتارةً في البستان‏
قالتِ السمكةُ:‏ أنا ليس لي إلاّ وطنٌ واحد
انصرفَتِ الضفدعةُ يائسةً‏ وانطلقتِ السمكةُ، داخلَ النهرِ
ترقصُ وتغنِّي:‏ يا نهري يا وطني الغالي‏
يا أحلى كلِّ الأوطانِ‏ لا أبغي غيرَكَ لي وطناً‏
فالموجُ الأزرقُ بستاني‏

 

 

رد مع اقتباس