الموضوع: مباحث الأفعال
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2011, 11:57 AM   رقم المشاركة : 5
ابو فارس
 
الصورة الرمزية ابو فارس





ابو فارس غير متواجد حالياً

ابو فارس على طريق التميز


افتراضي

العلباء عصب العنق، وقد تقدم في بحث المقصور أن ألفه زيدت للإلحاق، أما همزة كساء فأصلها واو لأن فعلها كسوْت. وعلى هذا فـ(قضاة وبنات، وأشتات) ليست من جموع المؤنث السالمة.
إذا كان اسم أَنثى.
سمع في جمع مثل (هنْد) الإبقاء على السكون، والكسر إتباعاً للفاء: (هِنْدات وهِنِدات) والفتح (هِنَدات)، وكذلك خُطْوة: (خُطَوات، وخُطُوات وخُطْوات).
أذرعات بلدة مشهورة في حوران تنطق بها العامة من أهلها اليوم (درعات) أما العامة من غير أهلها فيلفظونها (درعا) وهي عاصمة محافظة حوران.
الأَصل قُضَية وغُزَوة، فلما تحركت الياء والواو وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفين وفق القاعدة الصرفية المعروفة.
مؤنث ندمان بمعنى نديم، أما ندمان (من الندم) فمؤنثه ندمى.
التصغير وأحكامه
الاسم المحوّل إلى صيغة ((فُعَيْل)) أًو ((فُعَيْعِل)) أَو ((فُعَيْعيل)) يقال له الاسم المصغر.
أغراض التصغير: يصغر الاسم لأحد الأَغراض الآتية:
1- الدلالة على صغر حجمه مثل (كُلَيْب) و(كُتَيِّب) و(لُقَيْمة)
2- الدلالة على تقليل عدده مثل (وُريْقات) و(دُرَيْهمات) و(لُقَيْمات).
3- الدلالة على قرب زمانه مثل (سافر قُبَيْل العشاء)، أو قرب مكانه مثل (الحقيبة دُوَيْن الرف).
5- الدلالة على التحقير: أَأَلهاك هذا الشويعر؟
4- للدلالة على التعظيم: أَصابتهم دُوَيْهية أَذهلتهم.
6- الدلالة على التحبيب مثل: في دارك جُوَيْرية كالغُزيّل.
صورة التصغير:
يضم أَول الاسم المراد تصغيره ويفتح الثاني وتزاد ياءٌ بعده مثل: رُجَيْل وكُلَيْب، فإِن زاد الاسم على ثلاثة أحرف كسر الحرف الذي يليياءَ التصغير مثل: (دُرَيْهِم) أَو (عُصَيْفير).
فللثلاثي وزن ((فُعَيْل))، ولما فوقه وزن ((فُعَيْعِل)) مثل ((دُرَيْهم وسُفَيْرج)) تصغير درهم وسفرجل، و((فُعَيْعيل)) لمثل ((مِنهاج وعصفور)): مُنَيْهيج وعصيفير.
ويلاحظ أَن التصغير كالتكسير فكما قلنا في تكسير الكلمات السابقة دارهم وسفارج ومناهِج وعصافير قلنا في تصغيرها دُرَيْهم وسُفَيْرج ومُنَيْهيج وعُصيْفير، فحذفنا في الطرفين لام سفرجل وقلبنا حرف العلة الذي قبل الآخر ياءً في التصغير والتكسير.
ملاحظة: جرت العرب في التصغير دون التكسير على عدم الاعتداد بتاء التأنيث ولا بألفها المقصورة ولا بألفها الممدودة، ولا بالألف والنون المزيدين في الآخر ولا بياء النسب، ولا بألف مثل (كلمة أصحاب)، فيجرون التصغير على ما قبلها فيقولون في تصغير (ورقة وفُضلى وصحراء وخضراء وعطشان وأصحاب): (وُرَيْقة وفُضَيْلى وصُحَيْراء وخُضَيراء وعُطيَشان وأُصَيْحاب) دون كسر ما بعد ياء التصغير كأنها لا تزال ثلاثية، ويقولون في تصغير مثل (حنظلة وأربعاء وعبقري وزعفران): (حُنَيْظِلة وأُرَيْبِعاء وعُبَيْقري، وزُعَفِران) دون أن يحذفوا في تصغيرها ما كانوا حذفوا في تكسيرها حين قالوا (حناظل وعباقر وزعافير).
أَما فيما عدا ما تقدم فالتصغير كالتكسير يرد الأَشياء إِلى أُصولها ولابدَّ من الانتباه إلى ما يلي:
1- الاسم الثلاثي المؤنث تأْنيثاً معنوياً مثل: شمس وأَرض ودعد تزاد في آخره تاءُ حين التصغير فنقول: شُمَيْسة وأُرَيْضة ودعيْدة.
2- الاسم المحذوف منه حرف يرد إِليه المحذوف حين التصغير كما هو الشأْن في التكسير، فكما نقول في تكسير دم وعدة وابن وأَب وأُخت ويد (دماءٌ ووعود وأَبناءٌ، وآباءٌ وأَخوات والأَيدي) نقول في تصغيرها: (دُمَيّ، ووُعَيْد، وبُنَيّ وأُبيّ وأُخَيّه، ويُدَيَّة).
3- إِذا كان ثاني الاسم حرف علة منقلباً عن غيره رُدَّ إلى أصله كما يردُّ حين التكسير، فكما نقول في تكسير (ميزان ودينار وباب وناب): (موازين ودنانير وأَبواب وأَنياب) نقول في التصغير: (مويْزين ودُنَيْنير، وبُوَيْب ونُييْب).
تنبيهان: 1- الأَلف الزائدة في اسم الفاعل، والمنقلبة عن همزة مثل (آدم) والمجهولة الأَصل كالتي في (عاج) تقلب جميعاً واواً في التصغير فنقول: شُويْعِر وأُوَيْدِم، وعُوَيْج.
2- يختص التصغير بالأَسماء المعربة، وورد عن العرب شذوذاً تصغير بعض أسماءِ الإِشارة والأَسماء الموصولة مثل ((اللذيا واللتيّا، تصغير الذي والتي))، وذَيّا تصغير ((ذا)) وهؤليّاءِ في تصغير هؤلاء، وتصغير بعض أَفعال التعجب مثل (ما أُمَيْلح الغزال) فيقتصر في ذلك على ما سمع ولا يقاس عليه.
الشواهد:
ولا يظلمون الناسَ حبَّة خردل 1- قُبَيِّلةٌ لا يغدِرون بذمة
النجاشي الشاعر
يكاد يدفعه من قام بالراح 2- دانٍ مسفٌّ فوَيق الأَرض هيْدبُه
أبو تمام في وصف سحابة
من هؤليائكنَّ الضالِ والسمرِ 3- ياما أُميْلِح غزلاناً شدنَّ لنا
فقلت: هما أَمران أَحلاهما مرُّ 4- وقال أُصَيْحابي: الفرار أَو الردى
أبو فراس الحمداني
5- ((يا أَبا عُمَيْر! ما فعل النُّغيْر؟))
حديث شريف يخاطب طفلاً، والنغير طائره
دُويْهِيَة تصفرّ منها الأَنامل 6- وكل أُناس سوف تدخل بينهم
زهير
________________________________________
أصل دم: دمو، فلما كسِّرت كان الأصل فيها (دِماو) فلما تطرفت الواو بعد ألف ساكنة قلبت همزة. وفي التصغير الأصل (دُمَيْوٌ) فلما اجتمعت الياء والواو والسابقة منهما ساكنة، قلبت الواو ياء حسب القاعدة الصرفية المشهورة، فصارت دُمَيّ. وكذلك الحال في ابن وأب وأخ.
النسبة وأحكامها
إذا أَلحقتَ بآخر اسم ما مثل (دمشق) ياء مشددة للدلالة على نسبة شيءٍ إليه فقد صيرته اسماً منسوباً فتقول: (هذا نسجٌ دمشقيٌّ)، وإضافتك الياءَ المشددة إِليه مع كسر آخره هو النسبة. وينتقل الإِعراب من حرفه الأخير إلى الياء المشددة.
يعتري الاسم المنسوب مع التغيير اللفظي المتقدم تغييرٌ آخر هو اكتسابه الوصفية بعد أَن كان جامداً ويعمل عمل اسم المفعول في رفعه نائبَ فاعل ظاهراً أَو مضمراً مثل: (هذا نسج دمشقيٌّ صنعُه، هذا نسج دمشقي) لأَن معنى دمشقي (منسوب إلى دمشق)، فنائب الفاعل في المثال الأول (صنعُه) وفي المثال الثاني ضمير مستتر تقديره ((هو)) يعود على (نسج)، كما لو قلت (يُنْسَب إِلى دمشق).
قاعدة النسبة:
الأَصل أَن تكسر آخر الاسم الذي تريد النسبة إِليه ثم تلحقه ياءً مشددة من غير تغيير فيه مثل (علم: علمي، طرابلس: طرابلسي، خلق: خلقي..إلخ)
لكن الاستقصاءَ دل على أَن كثيراً من الأَسماء يعتريها بعض تغيير حين النسب نظراً لأَحوال خاصة بها وإِليك هذه التغييرات:
1- المختوم بتاء التأنيث: تحذف تاؤُه حين النسب مثل: (فاطمة، مكة، شيعة، طلحة) تصبح بعد النسب: فاطمي، مكي، شيعي، طلحي.
2- المقصور: إن كانت أَلفه ثالثة مثل (فتى وعصا) قلبت واواً فنقول: (فتوِيّ وعصويّ).
وإِن كانت رابعة فصاعداً حذفت، فمثل: (بردى وبُشْرى ودوما ومصطفى وبخارى ومستشفى) تصبح بعد النسب: (بردِيّ وبُشْري، ودُومِيّ، ومصطفيّ، وبخاريَ، ومستشفيّ).
أجازوا في الرباعي الساكن الثالث مثل بُشْرى وطنطا قلب ألفها المقصورة واواً فيقال: بُشْروي وطنطوي، وزيادة ألف قبل الواو فيقال: بشراوي وطنطاوي؛ إلا أن الحذف فيما كانت أَلفه للتأنيث كبشرى أحسن. وقلب الأَلف واواً فيما عداها مثل (مسعى) أحسن.
3- المنقوص: يعامل معاملة المقصور فتقلب ياؤه الثالثة واواً مثل (القلب العمي) تصبح في النسب (القلب العمويّ)، وتحذف أَلفه الرابعة فصاعداً مثل (القاضي الرامي، والمعتدي، والمستقصي) فتصبح بعد النسب (القاضيّ الراميُّ، والمعتديّ، والمستقصيّ).
ويجوز في ذي الياء الرابعة إذا كان ساكن الثاني قبلها واواً أيضاً فنقول: القاضوي الراموي، ونقول في تربية: ترْبِيّ وتربويّ، وفي مقضيّ (اسم المفعول) مقضيّ ومقضوي.
4- الممدود: إن كانت أَلفه للتأْنيث قلبت واواً وجوباً، فقلت في النسبة إلى صحراء وحمراء: صحراوي وحمراوي.
وإِن لم تكن للتأْنيث بقيت على حالها دون تغيير، فننسب إلى المنتهي بأَلف أَصلية مثل وضَّاء وقُرّاء (بمعنى نظيف وناسك) بقولنا: قرائيّ ووضائيّ، وإِلى المنتهي بهمزة منقلبة عن واو مثل (كساء) أَو ياء مثل (بناء) بقولنا: كسائي وبنائي، وإلى المنتهي بهمزة مزيدة للإِلحاق مثل (عِلْباء وحِرْباء) بقولنا: علبائي وحِربائي.
وأجازوا قلبها واواً في المنقلبة عن أَصل وفي المزيدة للإِلحاق فقالوا: كسائي وكساوي، وبنائي وبناوي، وعلبائي وحربائي وعلباوي وحرباوي. وعدم القلب أحسن.
5- المختوم بياء مشددة: إذا كانت الياءُ المشددة بعد حرف واحد مثل (حيّ) و(طيّ) رددتَ الياء الأُولى إلى أَصلها الواو أَو الياء وقلبت الثانية واواً فقلت: حيوي وطووي.
وإن كانت بعد حرفين مثل (عليّ وقُصيّ) حذفت الياء الأُولى وفتحت ما قبلها وقلبت الياء الثانية واواً فقلت: علَويّ وقُصويّ.
وإن كانت بعد ثلاثة أَحرف فصاعداً حذفتها فقلت في النسبة إلى (كرسيّ وبختيّ والشافعي): كرسِيّ وبختيّ والشافعي. فيصبح لفظ المنسوب ولفظ المنسوب إليه واحداً وإن اختلف التقدير .
6- فُعَيْلة أو فَعيلة أو فَعولة في الأعلام: مثل جُهَيْنة وربيعة وشنوءَة: تحذف ياؤُهن عند النسب ويفتح ما قبلها فنقول: جُهَنيّ وَرَبَعيّ وشَنئيّ، بشرط ألا يكون الاسم مضعَّفاً مثل (قُلَيْلة) ولا واوي العين مثل (طويلة) فإن هذين يتبعان القاعدة العامة.
7- ما توسطه ياء مشددة مكسورة: مثل طيِّب وغُزَيِّل وحُمَيِّر، تحذف ياؤُه الثانية عند النسب فنقول طيْبِيّ وغُزَيْليّ وحُمَيْريّ.
8- الثلاثي المكسور العين: تفتح عينه تخفيفاًَ عند النسب مثل: إِبِل، ودُئل (اسم علم)، ونَمِر، ومِلك فنقول: إِبَليّ، ودُؤَليَ، ونَمَرِِيّ، ومَلَكيّ.
9- الثلاثي المحذوف اللام: مثل أَب وابن وأَخ وأُخت وأَمة ودم وسَنةٍ وشفة وعَمٍ وغدٍ ولغةٍ ومئةٍ ويدٍ، ترد غِليه لامه عند النسب فنقول: أَبويّ وبَنَويّ وأَخويّ، وأُمويّ ودموي وسنوي وشجوي وشفهي (أَو شفوي) وعمَوي وغدَوي ولُغَوي، ومئوي ويدوي.
10- الثلاثي المحذوف الفاء: الصحيح اللام منه مثل (عدة وزنة) ينسب إليه على لفظة فنقول: عِديّ وزِنيّ، والمعتل اللام منه مثل شية (من وشى) ودية (من ودى). يرد إليه المحذوف فنقول في النسب إِليهما: وِشَوِيّ، وِدَوِيّ.
11- المثنى والجمع: إذا أُريد النسب إلى المثنى والجمع رددتهما إلى المفرد فالنسب إلى اليدين والأَخلاق والفرائض والآداب والمنْخَرين: يدوي وخُلُقي وفَرَضي وأَدبي ومِنخري.
فإن لم يكن للجمع واحد من لفظه مثل أَبابيل، ومحاسن، أَو كان من أَسماء الجموع مثل قوم ومعشر، أَو من أَسماءِ الجنس الجمعي مثل عرب وترك وورق، أَبقيتها على حالها في النسب فقلت: أَبابيليّ ومحاسنيّ وقوميّ ومعشريّ وعربيّ وتركيّ.
وما أُلحق بالمثنى والجمع السالم عاملته معاملته مثل بنين، واثنين، وثلاثينّ، فالنسبة إِليها: بنويّ وإثني (أَو ثنوي) وثَلاثي.
وأما الأعلام المنقولة عن المثنى أو الجمع فإن كانت منقولة عن جمع تكسير مثل أوزاع وأَنمار نسبت إليها على لفظها فقلت: أَوزاعي وأَنماري. وما جرى مجرى العلم عومل معاملته فنقول ناسباً إلى الأَنصار: أَنصاري.
فإن كانت منقولة عن مثنى مثل الحسنيْن والحرمين أو جمع سالم مثل (عابدون) و(أَذرعات) و(عرفات) رددته إلى مفرده إن كان يعرب إعراب المثنى أو الجمع فقلت: حسنيّ، حرميّ، عابديّ، أَذرعي وعرَفي.
وإن أعربت بالحركات مثل زيدونٍ وحمدونٍ، وزيدانٍ وحمدانٍ وعابدينٍ نسبت على لفظها فقلت: زيدوني وحمدوني وزيداني وحمداني وعابديني.
وإذا عدل بالعلم المجموع جمع مؤنث سالماً إلى إعرابه إعرابَ ما لا ينصرف مثل (دعْدات وتمرات ومؤمنات) حذفت التاء ونسبت إلى ما بقي كأَنها أسماءٌ مقصورة فقلت دعْدي ودعْدوي، وتمَري ومؤمنيّ.
12- المركب: ينسب إلى صدره سواءٌ أَكان تركيبه تركيباً إسنادياً مثل (تأَبط شرًّا) و(جاد الحق)، أَم كان تركيباً مزجياً مثل بعلبك ومعد يكرب، أَو كان تركيباً إضافياً مثل: تيم اللات وامرئ القيس ورأس بعلبك ومُلاعب الأَسنة.. تنسب في الجميع إلى الصدر فتقول: تأَبطيّ، وجاديّ، وبعليّ، ومعدويّ، وتيميّ، وامرئي، ورأسي، وملاعبيّ.
فإن صُدِّر المركب الإضافي بأَب أَو أُم أَو ابن مثل أَبي بكر وأُم الخير، وابن عباس، نسبت إلى العجز فقلت: بكري، وخيري، وعباسي.
وكذلك إذا أَوقعتِ النسبةُ إلى الصدر في التباس كأَن تنسب إلى عبد المطلب وعبد مناف وعبد الدار وعبد الواحد، ومجدل عنجر، ومجدل شمس، فتقول: مطلبي ومنافي وداري وواحدي وعنجري وشمسي .
* * *
شواذ النسب:
الحق أَنهم ترخصوا في باب النسب ما لم يترخصوا في غيره، ويكاد أَكثر هذه الأحوال التي مرت بك تكون خروجاً على القاعدة العامة للنسب حتى ظن بعضهم أن شواذ هذا الباب تعدل مقيسه.
وهم يميلون إلى الخفة في النسب إلى الأعلام لكثرة دورانها على الأَلسنة. وثمة أَعلام غير قليلة لا تنطبق على حالة من الأحوال الاثنتي عشرة التي تقدمت، سموها شواذ النسب، أَرى أَن أُسميها المنسوبات السماعية:
أَموي نسبة إلى أُمية سلمى نسبة إِلى قبيلة سُلَيْم
بَحراني نسبة إلى البحرين سُهْلي نسبة إلى السَّهل
بَدَوي نسبة إلى البادية شآمٍ نسبة إلى الشام
براني نسبة إلى بَرِّ شعراني (غزير الشعر) نسبة إلى الشعر
بِصري نسبة إلى البَصرة عَتَكي نسبة إلى عَتِيك
تحتاني نسبة إلى تحت فوقاني نسبة إلى فوق
تَهامٍ نسبة إلى تهامة قُرَشي نسبة إلى قريش
ثقفي نسبة إلى قبيلة ثَقَيف لحياني (عظيم اللحية) نسبة إلى اللحية
جَلولي نسبة إلى جَلولاء (في فارس) مَرْوَزي نسبة إلى مرو الشاهجان (في فارس)
جواني نسبة إلى جو مروَروذي نسبة إلى مرو الروذ (في فارس)
حَروري نسبة إلى حروراء هُذلي نسبة إلى قبية هُذَيْل
دُهْري نسبة إلى الدهر وحْداني سبة إلى الوحدة
رازي نسبة إلى الريّ (في فارس) يمانٍ نسبة إلى اليمن
رَقْباني (عظيم الرقبة نسبة إلى الرقبة روحاني نسبة إلى الروح
وقد يتبعون في أكثر هذه الكلمات القواعد المتقدمة وهو الأحكم.
ولا يجوز بحال أن يقاس على هذه الشواذ وإنما تتبع في أَمثالها القواعد المقررة.
خاتمة:
وقع أن استغنوا عن ياء النسب بصوغ الاسم المراد النسبة إليه على أحد الأوزان الآتية للدلالة على شيء من معنى النسبة:
1- فاعل للدلالة على معنى (صاحب شيء) مثل تامر وطاعم ولابسٍ وكاسٍ بمعنى ذي تمر وذي طعام وذي لبن وذي كسوة بدل أن يقولوا تمري وطعامي ولبني وكسوي.
2- فعّال، للدلالة على ذي حرفةٍ ما مثل نجار وحداد وخياط وعطار وبزاز إلخ، ومثل ما أنا ظلام (لا ينسب إليَّ ظلم) أو أي شيء ما وهو أبعد ما يكون عن المبالغة التي تفيدها الصيغة.
3- فَعِل، بمعنى (صاحب شيء) مثل، طَعِم، لَبِس، لَبِن، نَهِر.
4- مِفْعال، بمعنى (صاحب شيء) مثل مِعْطار بمعنى صاحب عطر.
5- مِفْعيل، بمعنى (صاحب شيء) مثل مِحْضِير بمعنى صاحب حُضر (سرعة جرْي).
الشواهد:
1- {وَما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدٍ}
2- ((أَحرورية أَنت؟!))
السيدة عائشة لامرأة
وليس بذي سيف وليس بنبال 3- وليس بذي رمح فيطعُنني به
امرؤ القيس
عقدن برأْسه إِبَةً وعارا 4- إِذا المرَئيُّ شبَّ له بنات
مرئي: من قبيلة امرئ القيس، إبةَ: خزي. ذو الرمة
بيوت المجد أربعة كبارا 5- يعد الناسبون إلى معد
كما أَلغيت في الدية الحُوارا ويخرج منهم المرئيُّ لغواً
الحوار: ولد الناقة. جرير
كأَنْ لم تريْ قبلي أسيراً يمانيا 6- وتضحك مني شيخة عبشمية
عبد يغوث الحارثي
أَملَّ عليها بالبلى الملوان 7- أَلا يا ديار الحي بالسبعانِ
ابن مقبل
8- ((اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنين يوسف))
حديث
واقعد فإنك أَنت الطاعم الكاسي 9- دع المكارم لا ترحل لبغيتها
الحطيئة
لا أدلج الليل ولكن أَبتكر 10- لست بليلي ولكني نَهِرْ
رواه سيبويه
لابنٌ في الصيف تامر 11- وغررتني وزعمت أَنك
الحطيئة
ولكن سليقيٌّ يقول فيعربُ 12- ولست بنحوي يلوك لسانه
أبو مروان النحوي
________________________________________
فياء النسب غير الياء المشددة الأصلية، ويظهر ثمرة ذلك فيما يلي: لو سمينا رجلاً بـ (قماريّ) جمع (قُمري) فاسمه ممنوع من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع، فإذا نسبنا إليه حذفنا ياءه المشددة الأصلية فبقي (قمار) مثل (سحاب) وهي مصروفة فإذا ألحقنا بها ياء النسب بقيت مصروفة وهي خارجة عن وزن صيغة منتهى الجموع لأن ياء النسب على نية الانفصال فلا اعتداد بها.
جمهور المؤلفين لا يشترطون العلمية في هذه الأوزان، لكن تتبع ما ورد عن العرب يوحي بهذا الشرط وإذاً تكون النسبة إلى (طبيعة وبديهة وسليقة): (طبيعي وبديهي وسليقي)، على القاعدة العامة.
ومع هذا لابدَّ من مراعاة السماع فقد قالوا: (حضرمي) نسبة إلى حضرموت وكان القياس أن يقولوا حضْري، وقالوا: عبشمي نسبة إلى عبد شمس، وعبدري نسبة إلى عبد الدار، وتيملي نسبة إلى تيم اللات نسبوا عن طريق النحت. ومنهم من يقول بعلبكي ومعديكربي.. ينسب إلى الجزأين معاً مركبين، أو منفصلين: بعلي بكي ومعدوي كربي كما فعل الشاعر حين نسب إلى رام هرمز:
بفضلة ما أعطى الأمير من الرزق تزوجتُها راميةُ هرمزية

الأسماء المبنية
الأَصل في الأَسماءِ أن تكون معربة، والإِعراب ظاهرة مطردة فيها. ولكنَّ أَسماء قليلة أَتت مبنية. ويعنينا منها هنا ما يطَّرد فيه البناءُ قياساً لأَنه ذو جدوى عملية، وقبل بيان ما يطَّرد بناؤُه من الأَسماء، نعرض بإِيجاز للمبني سماعاً، فقد درج النحاة على التماس علل لبنائه نلخصها فيما يلي:
البناءُ سمة الحروف، وإنما بني ما بني من الأَسماء لشبهه بالحرف في وجه من الأَوجه الأَربعة الآتية:
1- الشبه الوضعي: بأَن يكون الاسم على حرف أو حرفين كالضمائر ذهبْتُ، ذهبنا، ذهبتم، هو، هي، إلخ..
2- الشبه المعنوي: لدلالتها على معنى يعبر عما يشبهه عادة بالحرف، فنحن نعرف أَن التمني والترجي والتوكيد والجواب والتنبيه والنفي يعبر عنها بالحروف، فما أشبهها من المعاني كالشرط والاستفهام، يعبر عنهما بالحرف تارة وبالاسم تارة، ويلحق بهما الإِشارة، ولهذا الشبه المعنوي بنيت أسماءُ الشرط وأَسماء الاستفهام وأَسماءُ الإِشارة.
3- الشبه الافتقاري: الحرف لايدل على معنى مستقل بنفسه، فهو مفتقر إلى غيره حتى يفيد معنىً ما. ويلحق بالحروف في هذا: الأَسماءُ الموصولة فهي لا تفيد إلا إِذا وصلت بجملة تسمى صلة الموصول فجعلوا هذا الافتقار علة بنائها.
4- الافتقار الاستعمالي: من الحروف ما يؤثر في غيره ولا يتأَثر وهي الأَحرف العاملة كالنواصب والجوازم، ويشبهها في التأْثير وعدم التأَثر أَسماءُ الأَفعال، فكان هذا الشبه علة بناءٍ أَسماءِ الأَفعال عندهم.
ومن الحروف ما لا يؤثر ولا يتأَثر، كالأَحرف غير العاملة، مثل أَحرف الجواب ((نعم، بلى))، وأَحرف التنبيه، ويشبهها في ذلك أَسماءُ الأَصوات، فهي لا تعمل في غيرها، ولا يعمل غيرها فيها. فمن هنا بنيت على ما قالوا.
وهذه الأَسماءُ كلها مبنية سماعاً. ومن المبني سماعاً أيضاً بعض الظروف مثل ((حيث، إِذا، الآن، إِذ، إلخ..)) وكل هذه المبنيات لا يخطئُ أَحد في استعمالها على ما سمعت عليه إذ لا قاعدة لها. لكن هناك قواعد لبناءِ الأَسماء المعربة على الضم أَو الفتح أَو الكسر، إن أُريد منها معنى خاص أَو استعمال خاص، هي التي تحتاج إلى بيان:
1- يطرد البناء على الفتح في المواضع الآتية
أَ-كل ما ركب تركيب مزج أَصاره كالكلمة الواحدة:
1- من الظروف، زمانية أَو مكانية مثل: أَقرأُ صباحَ مساءَ - اختلفوا فريقين ووقف خالد بينَ بينَ (أَي بين الفريق الأَول والفريق الثاني).
2- ومن الأحوال مثل: جاورني بيتَ بيتَ (أَي ملاصقاً بيتاً لبيتٍ) تساقطوا أَخول أَخولَ (أي متفرقين) ومثلها تفرقوا شَذَرَ مَذرَ.
3- ومن الأَعداد وهي أَحدَ عشر إِلى تسعة عشر، باستنثاء (اثني عشر واثنتي عشرة فإِنهما معربتان).
4- ومن الأَعلام (الجزءُ الأَول فقط) مثل: بعلبَك، بُختَنصر حضرَموتَ.
ب- يجوز بناءُ أَسماءِ الزمان المبهمة إِذا أُضيفت لجملة مثل: (على حينَ عاتبت المشيبَ على الصبا، هذه ساعَةُ يربح المجتهد) إِلا أَن البناءَ أَحسن إِذا ولي الأَسماءَ مبني كالمثال الأَول، والإِعراب أَحسن إِذا وليه معرب كالمثال الثاني، فرفع (ساعة) أَفصح من بنائها لأَن ما بعدها فعل مضارع معرب.
جـ - ويجوز بناءُ المبهمات حين تضاف إلى مبني مثل: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} و{مِنّا الصّالِحُونَ وَمِنّا دُونَ ذَلِكَ} و(ساءَني إِخفاقُ يومَئِذٍ). وإِعراب ذلك كله جائز أيضاً فتقول: تقطع بينُكم، منا دونُ ذلك. إِخفاق يومِئذ.
د- اسم لا النافية للجنس إِذا كان غير مثنى ولا جمعاً سالماً للمذكر أَو للمؤنث، تقول: لا رجلَ في القاعة، لا طلابَ في المدرسة.
أما المثنى وجمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم، فتبنى مع لا على ما تنصب به كما هو معلوم، إلا أنهم جوزوا بناء جمع المؤنث السالم على الفتح في بعض اللغات، فعلى هذا يجوز بناء (لا طالباتَِ في القاعة) على الفتح وعلى الكسر.
2- ويطرد بناء الاسم على الكسر في المواضع الآتية
أَ- وزن ((فعالِ)) وقد جاءَ هذا الوزن:
1- في أَعلام الإِناث مثل (حذامِ قطامِ) تقول: (جاءَت قطامِ مستبشرة) .
2- في سبهنَّ مثل (يا خباثِ تجنبي الأَذى).
3- في أَسماءِ فعل الأَمر وستمر بك مثل: حذارِ أَن تكذبوا.
ب- كل ما ختم بـ(ويهِ) من الأَسماء الأَعجمية مثل (سيبويه، نِفْطويْه، دُرُسْتَويه) تقول: (كان سيبويه رأْس النحاة).
3- ويطَّرد البناءُ على الضم في كل ما قُطع عن الإِضافة من المبهمات مثل: (أَتعتذر بسفر أَبيك؟ أَعرفك من قبلُ ومن بعدُ) أَي: من قبل السفر ومن بعده. فالبناءُ على الضم هنا دليل على أَن هناك مضافاً إِليه محذوفاً لفظاً، ملاحَظاً معنىً. ومثله: (صدر الأَمر من فوقُ) أَي (من فوقنا). و(بقي ساعتان ليس غيرُ) أَي (ليس غيرهما باقياً).
فإِذا لم يكن المضاف إليه منوياً أُعرب المبهم تقول: (عُذبت قبلاً) أَي في زمن من الأَزمان الماضية.
ولا يخفى أن الظرف المبني هنا معرفة، وما نُوّن فلم يَبنَ فهو نكرة.
هذا ولا ينس القارئُ أن المنادى المفرد المعرفة والنكرة المقصودة مبنيان على الضم دائماً مثل: (يا عديُّ، يا رجالُ) وأَن ((أَيّ)) الموصولية يجوز بناؤُها على الضم إِذا أُضيفت وحذف صدر صلتها، مثل: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكَى طَعاماً}، وإِعرابها جائز.
الشواهد:
(أ)
ـقوم يسقط بينَ بينا 1- نحمي حقيقتنا وبعض الـ
عبيد بن الأبرص
لا أُمَّ لي إِن كان ذاك ولا أَبُ 2- هذا لعمركمُ الصغارُ بعينه
همام بن مرة
وقلت: أَلما أَصْحُ والشيب وازع 3- على حينَ عاتبت المشيب على الصبا
النابغة
4- { قالَ اللَّهُ هَذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}
[المائدة: 5/122]
5- {فَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}
[هود: 11/66]
فهي من تحتُ مُشيحاتُ الـحُزُم
6- ثم تفري اللُجْم من تَعْدائها
طرفة
أَكاد أَغصُّ بالماءِ الفرات 7- وساغ لي الطعام وكنت قبلاً
يزيد بن الصعق
وأَتيت فوق بني كليب من علُ 8- ولقد سددت عليك كلَّ ثنية
الفرزدق
كجلمود صخرٍ حطَّه السيل من علِ 9- مِكرٍ مفرٍ مقبل مدبرٍ معاً
امرؤ القيس
فإِن القول ما قالت حَذامِ 10- إِذا قالت حَذامِ فصدقوها
لجيم بن صعب
وجرداءَ مثلِ القوس سمحٍ حجولها 11- نَعاءِ أَبا ليلى لكل طِمِرَّة
طمرة: فرس، سمح: واسع .جرير
ومضى بفصل قضائه أَمسِ 12- اليوم أَعلم ما يجيءُ به
تبع بن الأقرن
13- {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً}
[مريم: 19/69]
لقاؤُك إِلا من وراءُ وراءُ 14- إِذا أَنا لم أُومَنْ عليك ولم يكن
عتي بن مالك العقيلي
فما شربوا بعداً على لذة خمرا 15- ونحن قتلنا الاسدَ أُسد خفية
عقيلي
أُديْهم يرمي المستجير المعوَّرا
16- متى تردنْ يوماً سفارِ تجدْ بها
الفرزدق
لعناً يُشَنُّ عليه من قدامُ 17- لعن الإِله تَعِلَّة بن مسافر
تميمي
(ب)
وليس عليك يا مطرُ السلام 18- سلام الله يا مطرٌ عليها
الأحوص
يا عديّاً لقد وقتك الأَواقي 19- ضربتْ صدرها إِليَّ وقالت
عدي أخو المهلهل
طلباً وابغ للقيامة زادا؟ 20- آتٍ الرزقُ يومَ يومَ فأَجملْ
إلى بيت قعيدته لَكاعِ 21- أُطوف ما أُطوف ثم آوي
الحطيئة
وباشرت حدَّ الموتِ والموتُ دونُها؟ 22- أَلم تريا أَني حميت حقيقتي
أَما ترى الموت لدى أَوراكِها؟ 23- تراكِها من إِبلٍ تراكِها
فهلكت جهرةً وبارُ 24- ومرَّ دهر على وبارِ
الأعشى
________________________________________
ورد التركيب في غير الظرف والعدد والحال مثل قولهم: (وقعوا في حيصَ بيصَ) أي في شدة، فيحفظ ولا يقاس عليه.
بناء على هذا الوزن في الأعلام على الكسر لغة أهل الحجاز، وهي اللغة الشائعة. أما نبو تميم فمنهم من يعربها إعراب ما لا ينصرف فيقول: (جاءت قطامُ ورأيت قطامَ، ومررت بقطامَ). وأكثرهم يبني على الكسر ما ختم بالراء منها مثل: (سفارِ، وبارِ) ويجري الباقي إجراء ما لا ينصرف.
المشيح: المقبل عليك، وأشاح بوجهه: أعرض. والمشيح الحذر أيضاً والجاد.
سفار: منهل ماء بين المدينة والبصرة. المستجير: المستسقي: المعور: الذي لا يسقى
المصدر واسم المصدر
مصدر الفعل ما تضمن أَحرفه لفظاً أَو تقديراً ، دالاً على الحدث مجرداً من الزمن مثل: علِم علْماً وناضل نضالاً وعلَّم تعليماً واستغفر استغفاراً.
وإليك أَوزان مصادر الأَفعال الثلاثية فالرباعية فالخماسية فالسداسية.
1- مصدر الثلاثي:
يُظن أن وزنه الأَصلي ((فَعْل)) لكثرته ولأَن قياس مصدر المرة الآتي بيانه هو ((فَعْل)).
وأَوزانه كثيرة وهي سماعية، لكل فعل مصدر على وزن خاص، وهناك ضوابط غالبة ((غير مطردة)) تتبع المعنى وإليك بيانها:
1- الغالب فيما دل على حرفة أَو شبهها أَن يكون على وزن ((فِعالة)) مثل: تجارة، حدادة، خياطة.. وِزارة، نِيابة، إِمارة، زعامة. إلخ.
2- الغالب فيما دل على اضطراب أَن يكون على وزن ((فَعَلان)) مثل فوَران، غلَيان، جولان، جيشان إلخ.
3- الغالب فيما دل على امتناع أَن يكون على وزن ((فعال)) مثل: إِباء، جِماح، نِفار، شراد.. إلخ.
4- الغالب فيما دل على داءٍ أَن يكون على وزن ((فُعال)) مثل: زُكام، صُداع، دُوار.
5- الغالب فيما دل على سير أَن يكون على وزن ((فعيل)) مثل: رحيل، رسيم، ذميل.
6- الغالب فيما دل على صوت أن يكون على وزن ((فُعال)) أَو ((فَعيل)) مثل: عُواء، نُباح، مُواءُ، زئير، نهيق، أَنين.
7- الغالب فيما دل على لون أَن يكون على وزن ((فُعْلة)) مثل: صفْرة، خضرة، زرقة.
وفي غير هذه المعاني يغلب أَن يكون مصدر المتعدي من باب ((نصَر)) و((فهِم)) على وزن ((فَعْلٍ)) كنصْرٍ وفَهْمٍ، ومصدر اللازم من ((فَعل)) على وزن ((فُعول)) مثل: صُعود، نزول، جُلوس.
ومصدر اللازم من ((فَعِل)) على وزن ((فَعَلٍ)) مثل: ضجر، بطر، عطش، حوَر.
ومصدر اللازم من ((فَعُل)) على وزن ((فُعولة)) أَو ((فَعالة)) مثل: صعوبة وسهولة ونباهة وشجاعة.
وقد يأْتي للفعل الواحد مصدران فأَكثر.
2- الرباعي:
مصدر الرباعي على ((فَعْلَلة)) مثل: دحرج دحرجةً، وقليلاً ما يأْتي على وزن ((فِعْلال)) مثل (دِحْراج)، فإِن كان مضعفاً جاءَ منه الوزنان على حد سواء: زلزل زلزلة وزِلْزالاً.
أَما مصدر الثلاثي المزيد بحرف: فمصدر ((فعّل)) هو ((تفعيل)) مثل: حسَّن تحسيناً. فإن كان معتل الآخر جاءَ المصدر على وزن ((تَفْعِلة)) مثل: زكَّى تزكِية، فالتاءُ عوض من ياء تفعيل.
ومصدر ((أَفْعل)) هو ((إفعال)) مثل: أَكرم إِكراماً.
ومصدر ((فاعل)) هو ((مفاعلة)) باطراد، ولكثير من الأَفعال مصدر آخر على وزن ((فِعال)) مثل: ناضل نضالاً ومناضلة، حاور محاورةً وحِواراً.
3- الخماسي مصادره كلها قياسية:
فالرباعي المزيد بحرف ((تَفَعْلَل)) يأْتي مصدره دائماً ((تَفَعْلُلاً)) مثل: تَدحْرَج تَدَحْرُجاً.
والثلاثي المزيد بحرفين من وزن ((افْتَعل)) مصدره دائماً على ((افتعال)) مثل: اجتمع اجتماعاً.
والثلاثي المزيد بحرفين من وزن ((انْفعل)) مصدره دائماً على ((انفعال)) مثل: انطلق انطلاقاً.
والثلاثي المزيد بحرفين من وزن ((تفعل)) مصدر دائماً على ((تفعُّل)) مثل: تكسَّر تكسُّراً.
والثلاثي المزيد بحرفين من وزن ((تفاعل)) مصدره دائماً على ((تفاعُلٍ)) مثل: تمارض تمارُضاً.
والثلاثي المزيد بحرفين من وزن ((افْعَلَّ)) مصدره دائماً على ((افعلال)) مثل: اصفرَّ اصفراراً.
4- السداسي مصادره كلها قياسية أيضاً:
فإِن كان رباعياً مزيداً بحرفين فمصدر ((افْعلَلَّ)) دائماً على ((افْعِلاَّل)) مثل: اقشعرَّ اقشعراراً ومصدر ((افعنْلَلَ)) دائماً على ((افْعِنْلالٍ)) مثل: احرنْجم احرنجاماً .
وإن كان ثلاثياً مزيداً بثلاثة أَحرف فمصدر ((استفْعل)) دائماً على ((استفعال)) مثل: استفهم استفهاماً.
ومصدر ((افْعالَّ)) دائماً على ((افعيعال)) مثل: اصفار اصفيراراً.
ومصدر ((افْعوعل)) دائماً على ((افعيعال)) مثل: اعشوشب اعشيشاباً.
ومصدر ((افْعوَّل)) دائماً على ((افعِوَال)) مثل: اجلوّذ اجْلِواذاً .
وفي جميع هذه الأوزان الخماسية والسداسية كسر الحرف الثالث من الفعل وزيدت ألف قبل الآخر، إلا المبدوء بتاء زائدة فمصدره على وزن ماضيه بضم ما قبل آخره: تقاتلوا تقاتُلاً، تدحرج تدحرجاً.
أنواع المصادر:
1- المصدر الميمي: يبدأُ بميم زائدة وهو من الثلاثي على وزن (مَفعل) مثل: مضرَب، مشرب، مَوْقى. أَما المثال الواوي المحذوف الفاء في المضارع مثل (وعد) فمصدره الميمي على ((مفْعِل)) مثل موعد .
ومن غير الثلاثي يكون المصدر الميمي على وزن اسم المفعول: أَسأَمني مُرْتَقَب القطار: ارتقاب.
2- مصدر المرة: يصاغ للدلالة على عدد وقوع الفعل وهو من الثلاثي على وزن ((فَعلة)) مثل: أَقرأُ في النهار قَرْأَة وأَكتب كتبتين فأَفرح فرحاتٍ ثلاثاً.
ويصاغ من غير الثلاثي بإضافة تاءٍ إلى المصدر: انطلق انطلاقتين في اليوم.
فإن كان في المصدر تاءٌ، دلَّ على المرة بالوصف فيقال: أَنلْت إِنالة واحدة.
وإِذا كان للفعل مصدران أَتى مصدر المرة من المصدر الأَشهر والأَقيس مثل: زلزله زلزلةً ولا يقال (زلزله زِلزالة).
3- مصدر الهيئة: يصاغ للدلالة على الصورة التي جرى عليها الفعل، وهو من الثلاثي على وزن ((فِعْلة)) مثل: يمشي مِشْية المتكبر، فإن كان مصدره على وزن ((فِعلة)) دللنا على مصدر الهيئة بالوصف أَو بالإضافةمثل: ينشد نِشدةً واضحة، نِشْدةَ تلهف.
وليس لغير الثلاثي مصدر هيئة وإِنما يدل عليها بالوصف أَو بالإِضافة مثل: يتنقل تنقُّلَ الخائف، ويستفهم استفهاماً مُلِحاً.
هذا وقد شذَّ مجيءُ وزن ((فِعْلة)) من غير الثلاثي، فقد سمع للأَفعال الآتية: اختمرت المرأَة خِمرةً حسنة، وانتقبتْ نِقْبة بارعة، واعتم الرجل عِمَّة جميلة.
4- المصدر الصناعي: يشتق من الكلمات مصدر بزيادة ياءٍ مشددة على آخره بعدها تاء، يقال له المصدر الصناعي مثل: الإِنسانية، الديمقراطية البهيمية، ومثل العالمية، الأَسبقية، الحرية، التعاونية.. لا فرق في ذلك بين الجامد والمشتق.
اسم المصدر:
ما دل على معنى المصدر ونقص عن حروف فعله دون عوض أَو تقدير فهو اسم مصدر مثل: عطاء من (أَعطى إِعطاء)، و(سلام) من (سلَّم تسليماً)، و(عون) من (أَعان إِعانة)، و(زكاة) من (زكَّى تزكية).
فكلمة (قتال) ليست اسم مصدر من (قاتل) لأَن فيها ياءً مقدرة بعد القاف (قيتال) كما مر بك، و(زنة) ليست اسم مصدر من (وزن) لأَن الواو الناقصة منها عوضت بتاءٍ في الآخر.
ملاحظات ثلاث:
1- يصاغ من الثلاثي مصادر تدل على المبالغة على وزن ((تَفْعال))قياساً مثل تضْراب، تسيار، تَسكاب، وهي مفتوحة التاءِ إِلا في كلمتين تاؤُهما مكسورة هما تِبيان وتِلقاء.
2- وردت سماعاً أَسماءٌ بمعنى المصدر على وزن اسم الفاعل أَو اسم المفعول مثل: العاقبة، العافية، الباقية، الدَّالة، الميسور، المعسور، المعقول.
3- المصادر المؤكدة لا تثنى ولا تجمع ولا تتغير في التذكير والتأْنيث مثل: نصرتهم في ثلاث معارك نصراً، وكذلك المصدر الذي يقع صفة بقصد المبالغة مثل: هذا رجلٌ ثقةٌ وهي امرأَةٌ عدلٌ وهم رجالٌ صدق.
عمل المصدر واسمه:
المصدر أَصل الفعل، ولذلك يجوز أَن يعمل هو واسم المصدر عمل فعلهما في جميع أحواله:
1- مجرداً من ((ال)) والإضافة، مثل (أَمرٌ بمعروف صدقة، وإِعطاءٌ فقيراً كساءً صدقة) فالجار والمجرور (بمعروف) تعلقاً بالمصدر (أَمرْ) لأَن فعله (أَمر) يتعدى إلى المأْمور به بالباءِ، و(إعطاءُ) المصدر نصبت مفعولين لأَن فعلها ينصب مفعولين.
2- مضافاً مثل: أَعجبني تعلُّمك الحسابَ. فـ(الحساب) مفعول به للمصدر (تعلم) والكاف مضاف إليه لفظاً وهو الفاعل في المعنى.
3- محلى بـ((ال)) مثل: ضعيف النكايةِ أعداءَه. فـ(أعداءَ)مفعول به للمصدر (النكاية).
ولا يعمل المصدر واسم المصدر إلا في حالين:
1- أَن ينوبا عن فعلهما: عطاءً الفقيرَ، حبساً المجرمَ.
2- أن يصح حلول الفعل محلهما مصحوباً بـ(أَنْ) المصدرية أَو (ما) المصدرية تقول:
يعجبني تعلُّمك الحسابَ = يعجبني أن تتعلم الحسابَ، وإذا كان الزمان للحال قلت: يعجبني ما تتعلمُ الحسابَ اليوم.
وعلى هذا لا تعمل المصادر التي لا يراد بها الحدوث مثل (أُحب صوت المطرب، أَنت واسع العلم)، ولا المصادر المؤكدة مثل (أَكرمت إكراماً الفقيرَ) فالفقير مفعول للفعل (أَكرم) والمصدر مؤكد لا عمل له، ولا المصادر المبنية للنوع أَو العدد مثل (زرت زورتين أخاك فإذا له صوتٌ صوتَ سبع) فـ(أَخاك) نصب بالفعل (زرت) لا بالمصدر المبين للعدد، و(صوتَ) لم تنصب بالمصدر السابق (صوتٌ) ولكن بفعل محذوف تقديره (يصوت). وكذلك المصادر المصغرة لا تعمل فلا يقال (سرني فُتيْحك الباب).
أحكام ثلاثة:
1- لا يتقدم مفعول المصدر عليه إلا إذا كان المصدر نائباً عن فعله مثل: (المجرمَ حبساً) أَو كان المعمول ظرفاً أَو جاراً ومجروراً مثل: (تتجنب بالدار المرور). ولا يقال: (الفقيرَ يعجبني إكرامك).
2- إِذا أُريد إِعمال المصدر أُخر نعته: (تفيدك قراءَتُك الدرس الكثيرةُ) ولا يقال (تفيدك قراءَتك الكثيرةُ الدرسَ).
3- يجوز في تابع المعمول المضاف إِليه المصدر الجر مراعاةً للفظ والرفع أَو النصب مراعاةً للمحل مثل: (سررت بزيارة أَخيك وأَبيه = وأَبوه). (ساءَني انتهارُ الفقيرِ والمسكين = والمسكينَ).
ملاحظة: للمصدر الميمي ولاسم المصدر في عملهما عمل المصدر كل الأحكام المتقدمة.
الشواهد:
(أ)
وبعد عطائك المئةَ الرتاعا 1- أَكفراً بعد رَدِّ الموت عني
القطامي
طلبَ المعقبِ حقَّه المظلومُ 2-حتى تهجَّر في الرواح وهاجه
)يعني: طالباً إياه طلب المعقب) - لبيد
أَهدى السلام تحيةً ظلمُ 3- أَظلومُ إن مصابكم رجلاً
الحارث بن خالد المخزومي
مخافةَ الإِفلاس والليانا 4- قد كنت داينت بها حسانا
الليان: المطل - زياد العنبري
أَلؤماً - لا أَبالك - واغترابا 5- أَعبداً حل في شُعبى غريباً
جرير
قرعُ القواقيزِ أَفواهُ الأَباريق 6- أفنى تلادي وما جمُّعتُ من نشب
القاقوزة: قدح الخمر - الأقيشر الأسدي
7- {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيها اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}
[الحج: 22/40]
8- {وَلِلَّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ}
[آل عمران: 3/97]
9- {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ، وَما أَدْراكَ ما الْعَقَبَةُ، فَكُّ رَقَبَةٍ، أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ، أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ}
[البلد: 90/11-16]
كررت فلم أَنكل عن الضربِ مسمعاً 10- لقد علمتْ أُولى المغيرة أَنني
المرار
(ب)
يجد عسيراً من الآمال إلا ميسرا؟ 11- إذا صح عونُ الخالق المرءَ لم
فلا تُرَيَنْ لغيرهمُ أَلوفا؟ 12- بعشرتك الكرام تُعَد منهم
يخال الفرار يراخي الأَجلْ؟ 13- ضعيف النكاية أَعداءَه
عاذراً من عهدت فيك عذولا؟ 14- إن وجدي بك الشديدَ أَراني
________________________________________
تقديراً مثل: قاتل قتالاً، فإن ألف الفعل قلبت ياءً مقدرة مكانها فالأَصل (قيتال). فأما (وزَن زنةَ) فإن التاء في المصدر عوض من الواو في الفعل.
احرنجمت الإبل: اجتمعت.
اصفرّ: صار أصفر دفعة واحدة، أما (اصفارّ) فصار أصفر بالتدريج.
اجلوّذ البعيرُ: أسرع.
شذ الكسر في هذه المصادر: (مرجع، مصير، معرفة، مقدرة، مبيت، مشيب، مزيد، محيض، معتبة) وأمثالها فيحافظ على كسر ما ورد مكسوراً.
اسم المفعول
يصاغ اسم المفعول للدلالة على من وقع عليه الفعل.
ويكون من الثلاثي على وزن ((مفعول)): مضروب، ممدوح، موعود، مغزُرٌّ، مرميٌّ (أصلها مرمويٌ قلبت الواو ياءً)، مقول، مدين (أَصلها مقوول ومديون: تحذف العلة في الفعل الأَجوف ويضم ما قبلها إِن كانت العلة واواً، ويكسر إِن كانت ياءً).
ويصاغ من غير الثلاثي على وزن المضارع المجهول بإِبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر: يُكرَم: مُكْرم، يُسْتغفَر: مُسْتَغْفَر، يُتَداول: متداول، يُصْطفى: مُصْطفى، يُخْتار: مختار.
لا يصاغ اسم المفعول إلا من الفعل المتعدي، فإِذا أُريد صياغته من فعل لازم فيجب أَن يكون معه ظرف أَو مصدر أَو جار ومجرور:
السرير منومٌ فوقه، الأَرض متسابق عليها، هل مفروحٌ اليوم فرحٌ عظيم؟
ملاحظة: بمعنى اسم المفعول صيغ أَربع سماعية يستوي فيها المذكر والمؤنث.
1- فَعيل: جريح، قتيل.
2- فِعْل: شاة ذِبحٌ (مذبوحة)، طِحْن، طِرْح
3- فَعَل: قَنص، سَلَب، جلَب
4- فُعْلة: أُكلة، مُضغة، طُعمة
تنبيه: يجتمع أحياناً اسم الفاعل واسم المفعول من غير الثلاثي على صيغة واحدة في المضعف والأجوف مثل اختارَك رئيسك فأنت مختار ورئيسك مختار. شاددْت أخاك فأنا مشاد وأخوك مُشاد، والتفريق بالقرينة.
عمل اسم المفعول والاسم المنسوب:
يعمل اسم المفعول عمل فعله المبني للمجهول في الأَحوال والشروط التي تقدمت لاسم الفاعل تقول: 1- الـمُكْرَمُ ضيفُه محمود (الآن أَو أَمس أَو غداً) = الذي يُكْرَمُ ضيفُهُ محمود.
2- ما خالد مُنْصَفٌ أخوه - هل أَخوك مقروءٌ درسُه - مررت برجل محزومةٍ أَمتعتُهُ - رأَيت أَخاك مرفوعةً يدُه بالتحيَّة.
أَما الاسم المنسوب فيرفع نائب فاعل فقط لأَن ياءَه المشددة بمعنى (منسوب) تقول: أَحمصيُّ جارُك = أَمنسوب جارُك إِلى حمص = أَيُنسَب جارك إلى حمص.
ملاحظة: يجوز إضافة اسم المفعول والاسم المنسوب إِلى مرفوعهما على خلاف ما مر في اسم الفاعل: تقول ما خالدٌ منصَفُ الجارِ، أَحمصيُّ الجارِ أَنت؟
الشواهد:
1- ((الخيل معقودٌ بنواصيها الخيرُ إِلى يوم القيامة))
حديث شريف
أَمحمول على النعش الهمامُ 2- أَلم أُقسم عليك لتخبرنيّ:
النابغة
صلى عليك منزّل الفرقان يا خاتم الرسل المبارَك ضوؤُه
منسوب إلى السيدة فاطمة
الصفة المشبهة باسم الفاعل
أَسماء تصاغ للدلالة على من اتصف بالفعل على وجه الثبوت مثل: كريم الخلق، شجاع، نبيل. ولا تأْتي إِلا من الأَفعال الثلاثية اللازمة، وصيغها كلها سماعية إِلا أَن الغالب في الفعل من الباب الرابع ((باب طرِب يطرَب)) أَن يكون على إِحدى الصيغ الآتية:
1- على وزن ((فَعِل)) إِذا دل على فرح أَو حزن مثل: ضَجِر وضجرة، طَرِب وطربة.
2- على وزن ((أَفعل)) فيما دل على عيب أَو حسن في خلقته أَو على لون مثل: أَعرج، أَصلع، أَحور، أَخضر. ومؤنث هذه الصيغة ((فعلاءً)): عرجاءُ، صلعاءُ، حوراءُ، خضراءُ. والجمع ((فُعْل)): عُرْج، صُلع، حُور، خُضْر.
3- على وزن ((فَعْلان)) فيما دل على خلوّ أَو امتلاءٍ: عطشان وريان، جَوْعان وشبعان والمؤنث ((فَعْلى)): عطشى وربّا، وجَوْعى وشَبْعى.
وإذا كان الفعل اللازم من باب ((كرُم)) فأَكثر ما تأْتي صفته على ((فعيل)) مثل كريم وشريف. وله أَوزان أُخرى مثل: شجاع وجبان وصُلْب وحسَن وشهْم.
هذا وكل ما جاءَ من الثلاثي بمعنى اسم فاعل ووزنه مغاير لوزن اسم الفاعل فهو صفة مشبهة مثل: سيّد وشيخ هِمّ وسيء.
ملاحظة: إذا قصدت من اسم الفاعل أو اسم المفعول الثبوت لا الحدوث أصبح صفة مشبهة يعمل عملها مثل: أنت محمودُ السجايا طاهر الخلقُ معتدل الطباع. أما إذا قصدت من الصفة المشبهة الحدوث جئت بها على صيغة اسم الفاعل فتعمل عمله مثل: أنت غداً سائدٌ رفاقَك (الصفة سيد). فضيّق الصفة المشبهة إذا أردت منها الحدوث قلت: صدرك اليوم ضائق على غير عادتك.
عمل الصفة المشبهة:
معمول الصفة المشبهة إِما أَن يرفع على الفاعلية: (أَخوك حسنٌ صوتُه) وأَما أَن يجر بالإِضافة: (أَخوك حسنُ الصوتِ) وهو أَغلب أَحواله، وإِما أَن ينصب على التمييز إن كان نكرة، أَو شبه المفعولية إِن كان معرفة: (أَخوك حسنٌ صوتاً، حسنٌ صوتَه).
وتمتنع الإِضافة إذا كانت الصفة بـ(ال) ومعمولها خالٍ منها ومن الإِضافة إلى محلى بها، فلا يقال (أَخوك الحسن صوتِه) على الإِضافة ويقال (أَخوك الحسن الصوتِ، أَخوك الحسن أَداءِ الغناءِ).
الشواهد:
قبر ابن مارية الكريم المفضل 1- أَولاد جفنة حول قبر أَبيهم
شمُّ الأُنوف، من الطراز الأَول بيضٌ الوجوهِ كريمةٌ أحسابُهم
حسان
هلالاً وأُخرى منهما تشبه الشمسا 2- فتاتان أَما منهما فشبيهةٌ
ابن قيس الرقيات
سمُ العُداة وآفة الجُزر 3- لا يبعَدنْ قومي الذين هم
والطيبون معاقدَ الأُزر النازلون بكل معترك
خرنق بنت بدر
اسم التفضيل
يصاغ على وزن ((أَفعل)) للدلالة على أَن شيئين اشتركا في صفة وزاد أَحدهما فيها على الآخر مثل: كلاكما ذكي لكن جارك أَذكى منك وأَعلم.
وقد يصاغ للدلالة على أن صفة شيء زادت على صفة شيء آخر مثل: العسل أحلى من الخل، والطالح أخبث من الصالح.
وقليلاً يأْتي بمعنى اسم الفاعل فلا يقصد منه تفضيل مثل: (الله أَعلم حيث يجعل رسالته).
هذا ولا يصاغ اسم التفضيل إلا مما استوفى شروط اشتقاق فعلي التعجب ((ص16)). فإِذا أُريد التفضيل فيما لم يستوف الشروط أتينا بمصدره بعد اسم تفضيل فعلُه مستوفي الشروط مثل: أَنت أَكثر إنفاقاً، وأَسرع استجابة.
واسم التفضيل لا يأْتي على حالة واحدة في مطابقته لموصوفه، وأَحواله ثلاثة:
1- يلازم حالة واحدة هي الإِفراد والتذكير والتنكير حين يقارن بالمفضَّل عليه مجروراً بمن مثل (الطلاب أَكثر من الطالبات) أَو يضاف إليه منكراً: (الطالبات أَسرع كاتباتٍ).
2- يطابق موصوفه إِن لم يقارَن بالمفضل عليه سواءٌ أَعرّف بـ(ال) أَم أُضيف إِلى معرفة ولم يقصد التفضيل مثل: (نجح الدارسون الأَقدرون والطالبات الفضليات حتى الطالبتان الصغريان)، زميلاتك فضليات الطالبات.
3- إذا أُضيف إلى معرفة وقصد التفضيل جازت المطابقة وعدمها: مثل: (الطلاب أَفضل الفتيان = أَفاضلهم، زينب أَكبر الرفيقات = كبرى الرفيقات).
ملاحظة: لم يرد لكثير من أسماءِ التفضيل جمع ولا مؤنث، فعلى المتكلم مراعاة السماع؛ فإِذا اضطر قاس مراعياً الذوق اللغوي السليم.
عمله:
أَغلب عمل اسم التفضيل رفع الضمير المستتر مثل: (أَخوك أَحسن منك) ففي (أَحسن) ضمير مستتر (هو) يعود على المبتدأ.
وقد يرفع الاسم الظاهر أَحياناً ويطَّرد ذلك حين يصح إِحلال الفعل محله مثل هذا التركيب: (ما رأَيت رجلاً أَحسن في عينه الكحلُ منه في عين زيد) وهو تركيب مشهور في كتب النحاة، وظاهر أَن اسم التفضيل فيه 1- مسبوق بنفي، 2- ومرفوعه أَجنبي عنه، 3- وهو مفضَّل مرة (الكحل في عين زيد)، 4- ومفضَّلٌ على نفسه مرة (الكحل في عين غير زيد).
وقد سمع في مثل (مررت بكريم أَكرمَ منه أَبوه).
هذا ولا يتقدم معمول اسم التفضيل عليه بحال، وتقدم الجار والمجرور المتعلقين به ورد ضرورة في الشعر على الشذوذ.
الشواهد:
(أ)
وسالفةً وأَحسنهم قذالا 1- وميَّة أَحسن الثقلين جيداً
ذو الرمة
وأَندى العالمين بطونَ راحِ 2- أَلستم خير من ركب المطايا
جرير
3- {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}
[الكهف: 18/103- 104]
4- {وَإِذا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً، وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِئْياً}
رِئْياً: هيئة - [مريم: 19/73- 74]
5- ((أَلا أُخبركم بأَحبكم إِليَّ وأَقربكم مني مجالس يوم القيامة؟: أَحاسنُكم أَخلاقاً، الموطَّؤون أَكنافاً. الذين يأْلفون ويؤلفون)).
حديث شريف
(ب)
فأَسماءُ من تلك الظعينة أَملح 6- إِذا سايرتْ أَسماءُ يوماً ظعينة
جرير
7- (الأَشجُّ والناقص أَعدلا بني مروان)
الأشج عمر بن عبد العزيز - والناقص يزيد بن عبد الملك
اسم الزمان واسم المكان
يصاغان للدلالة على زمن الفعل ومكانه مثل: (هنا مدْفن الثروة، وأَمس متسابَق العدّائين).
ويكونان من الثلاثي المفتوح العين في المضارع أَو المضموم العين على وزن ((مَفْعَل)) مثل: مكْتب، مدخل، مجال، منظر، وإِذا كان مكسور العين فالوزن ((مفْعِل)) مثل: منزِل، مهبِط، مطير، مبيع.
فإِذا كان الفعل ناقصاً كان على ((مفعَل)) مهما تكن حركة عينه مثل: مسعى، مَوْقى، مرمى.
وإِذا كان الفعل مثالاً صحيح اللام فاسم الزمان والمكان منه على ((مفعِل)) مثل: موضِع، موقع.
أَما غير الثلاثي فاسم الزمان والمكان منه على وزن اسم المفعول مثل: هنا منتظَر الزوار (مكان انتظارهم)، غداً مُسافر الوفد (زمن سفره).
فاجتمع على صيغة واحدة في الأَفعال غير الثلاثية: المصدر الميمي واسم المفعول واسما الزمان والمكان، والتفريق بالقرائن.
ملاحظة: ما ورد على غير هذه القواعد من أسماء الزمان والمكان يحفظ ولا يقاس عليه، فقد سمع بالكسر على خلاف القاعدة هذه الأسماء: المشرق، المغرب، المسجد، المنبت، المنجِر، المظِنة... وفتحها على القاعدة صواب أيضاً وإن كان مراعاة السماع أحسن.
اسم الآلة
يصاغ من الأَفعال الثلاثية المتعدية أَوزان ثلاثة للدلالة على آلة الفعل، وهي ((مِفْعَل ومِفْعال ومِفْعلة)) بكسر الميم في جميعها مثل: مِخرَز ومِبرَد ومفتاح ومِطرقة .
هذا وهناك صيغ أُخرى تدل على الآلة كاسم الفاعل ومبالغته مثل: كابِح (فرام) صقَّالة وجرَّافة وسحَّاب، و((فِعال)) مثل: ضِماد، وحِزام ((وفاعول)) مثل ساطور ((وفَعول)) مثل (قَدوم) وغيرها.
ملاحظة: لا عمل لاسم الزمان ولا لاسم المكان ولا لاسم الآلة.
________________________________________
سمعت بعض أسماء الآلة بضم الأول والثالث مثل: المُنْخُل والـمُدُق والـمُكْحُلة ويجوز فيها اتباع القاعدة العامة أيضاً.
المرفوع من الأسماء
يرفع الاسم إذا وقع فاعلاً، أو نائب فاعل، أو مبتدأ، أو خبراً، أو اسماً لكان وأخواتها وما ألحق بها، أو خبراً لإن وأخواتها.
وقد تقدمت أحكام (كان وأخواتها) وما ألحق بها كاملة في بحوث الأفعال (ص66) فارجع إليها. وإليك البقية في أربعة مباحث:
الفاعل
كل اسم دلَّ على من فعَل الفعلَ أَو اتصف به وسُبق بفعل مبني للمعلوم أَو شبهه مثل: (قرأت الطالبةُ، ونام الطفلُ، وجاري حسنةٌ دارُه).
وشبه الفعل في هذا الباب خمسة:
1- اسم الفعل مثل: هيهات السفرُ.
2- اسم الفاعل مثل: هذا هو الناجحُ ولدُه. أَخوك فتاكٌ سلاحُه.
3- والصفة المشبهة مثل: عاشر امرأً حسناً خلقُه.
4- وما كان في معنى الصفة المشبهة من الأَسماءِ الجامدة مثل: خالد علقمٌ لقاؤُه. و(علقم) هنا بمعنى الصفة المشبهة (مُرٌّ) ولذا عمل عملها.
5- واسم التفضيل مثل مررت بكريمٍ أَكرمَ منه أَبوه.
وأَشباه الفعل هذه مرت أَحكامها آنفاً، والمرفوع بعدها فاعل لها.
وإليك أحكاماً تتعلق بمطابقة الفاعل لفعله تذكيراً وتأنيثاً وإفراداً وجمعاً، ويجره لفظاً، بوقوعه ضميراً أو مؤولاً أو جملة، وبتقديمه على مفعوله وتأخيره عنه، وبحذفه وحذف فعله أحياناً.
1- مطابقته لفعله:
أ- الأَصل أَن يؤنث الفعل مع الفاعل المؤنث ويذكَّر مع المذكر تقول (سافر أَخوك حين طلعت الشمس).
وجوّزوا ترك المطابقة في الأحوال الآتية:
1- إذا كان بين الفعل والفاعل المؤنث فاصلٌ ما: قرأَ اليوم فاطمة.
2- إذا كان الفاعل مجازي التأْنيث: طلع الشمس.
3- إذا كان الفاعل جمع تكسير: حضر الطلاب ونُشر الصحف = حضرت الطلاب ونشرت الصحف.
4- إذا كان الفعل من أَفعال المدح والذم: نعم المرأةُ أَسماء = نعمت المرأَة أَسماء.
5- إِذا كان الفاعل مفرده مؤنثاً لفظاً فقط: جاءَ الطلحات = جاءَت الطلحات.
6- إِذا كان الفاعل ملحقاً بجمع سالم للمذكر أَو المؤنث: يقرأُ البنون: تقرأُ البنون، قرأَ البنات: قرأَت البنات.
7- إِذا كان الفاعل من أَسماءِ الجموع مثل: (قوم، نساءٌ) أَو من أَسماءِ الأَجناس الجمعية مثل: (العرب، الترك، الروم)، تقول: حضر النساءُ = حضرت النساءُ، يأْبى العرب الضيم = تأْبى العرب الضيم.
هذا ويجب ترك التأْنيث إِذا فصل بين المؤنث الحقيقي وفعله كلمة (إِلا) مثل: ما حضر إِلا هند. وذلك لأَن المعنى (ما حضر أحد) فإِذا كان الفاعل ضميراً منفصلاً جاز الأَمران: ما حضر إِلا هي = ما حضرت إِلا هي.
وإِذا كان الفاعل ضميراً يعود إلى متقدم فالمطابقة واجبة لا محالة، تقول: الشمس طلعت، أَسماءُ نعمت امرأَةً، البنات قرأَتْ (أَو قرأْن).
ملاحظة: قد يكتسب الفاعل المضاف من المضاف إليه التذكير أو التأنيث إذا صح قيام المضاف إليه مقام المضاف بعد حذفه مثل: (شيّبه صروف الدهر وأهمته شأن صغيراته) والمطابقة تقضي تأنيث الفعل الأول وتذكير الثاني، وإنما جاز ذلك لأنه يصح إسناد الفعل إلى المضاف إليه فتقول (شبيه الدهر، وأهمته صغيراته) فلوحظ في ترك المطابقة لفظ المضاف إليه، ولا يجوز ذلك في مثل (قابلني أخو هند) لتغير المعنى إذ لا يصح إسناد (هند) إلى (قابلني) لأن الذي قابلني أخوها لا هي.
ب- أَما من حيث الإِفراد والتثنية والجمع، فالفعل المتقدم يلازم الإِفراد دائماً سواءٌ أَكان الفاعل مفرداً أَم مثنى أم جمعاً. تقول في ذلك: (حضر الرجل، حضر الرجلان، حضر الرجال، حضرت المرأة، حضرت المرأَتان، حضرت النسوة) بصيغة الإفراد ليس غير، وما ورد على خلاف ذلك فشاذ لا يعتد به.
هناك شواهد شعرية قليلة مثل: (وقد أسلماه مبعد وحميم)، ورواية عن بعض العرب أنه قال: (أكلوني البراغيث). وقد أراد قوم أن يخرجوا هذه اللغة التي نسبت إلى بعض طيء وبعض أزد شنوءة، فذهبوا في ذلك مذهبين: منهم من جعل الضمير فاعلاً والاسم المرفوع بعده بدلاً منه، ومنهم من جعله حرفاً دالاً على التثنية أو الجمع لا ضميراً، والفاعل الاسم المرفوع بعده.
ولا حاجة إلى التخريج، فهذه الروايات إن صحت فهي شاذة ولغتها رديئة ولم يخطئ من نبزها بلغة (أكلوني البراغيث). إلا أن ما يجب التنبيه إليه هنا هو أن بعضاً من فضلاء النحاة الأقدمين توهم فظن آية {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} وحديث ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار)) من هذه اللغة، وليس ذلك بصحيح، ففاعل (أسروا) وهو واو الجماعة عائد على (الناس) في أول السورة، و(الذين) فاعل! (قال) المحذوفة، وأسلوب القرآن الكريم جرى على حذف فعل القول اكتفاء بإثبات المقول في مواضع عدة، والحديث له أول: ((إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم: ملائكة بالليل.. إلخ)).
وبقيت هذه اللغة الرديئة مفتقرة إلى شاهد صحيح لا ضرورة فيه.
2- جره لفظاً:
يجر الفاعل لفظاً على الوجوب في موضع واحد هو صيغة التعجب (أَكرمْ بخالد) فزيادة الباءِ هنا واجبة.
وقد يجر لفظاً جوازاً بثلاثة أَحرف جر زائدة هي: ((من، الباء، اللام)).
فأَما ((مِن)) فتجوز زيادتها بعد نفي أَو نهي أَو استفهام إِذا كان الفاعل نكرة مثل: (ما سافر من أَحد، لا يتأَخر منكم من أَحد، هل أصاب أَخاك من شيءٍ).
وأَما الباءُ فتزاد بعد ((كفى)) مثل: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً}.
وأَما اللام فسمع زيادتها على فاعل اسم الفعل ((هيهات)) مثل: {هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ}.
هذا وكثيراً ما يضاف المصدر واسم المصدر إلى فاعلهما في المعنى فيجرانه لفظاً على الإِضافة مثل (سرني إكرامك الفقيرَ وعونُ خالدٍ العاجزين)، فكل من الضمير في (إِكرامك) و(خالد) مضاف إليه لفظاً، والضمير فاعل للمصدر وخالدٌ فاعل اسم المصدر في المعنى.
والفاعل في كل ذلك مجرور اللفظ مرفوع تقديراً.
3- وقوعه اسماً ظاهراً أو ضميراً أو مؤوّلاً أو جملة
يسافر الأَمير - أَخواك أَصابا وما أَخطأَ إلا أَنت - سرني أَن تنجح - {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ}.
فاعل الجملة الأُولى اسم ظاهر (الأمير)، وفاعل (أَصابا) ضمير التثنية المتصل العائد على (أَخواك)، وفاعل أَخطأَ الضمير المنفصل (أَنت)، وفاعل (سر) جملة (تنجح) المؤولة مع الحرف المصدري ((أَن)) بالمصدر ((نجاحك)) وفاعل (تبين) جملة {كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ}.
ولا خلاف في وقوع الفاعل اسماً صريحاً أو ضميراً ((مستتراً أو بارزاً)) أو مؤولاً بعد أحد الحروف المصدرية الثلاثة ((أَنْ، أَنّ، ما)) وإنما الخلاف في وقوعه جملة:
فبعض النحاة يمنعه ويقدر فاعلاً من مصدر الفعل، فيقول في مثل الجملة الأخيرة: إن الفاعل (التبيّن) مقدراً، وجملة {كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ}مفسر للتبين المقدر هكذا: (وتبين لكم التبينُ: كيف فعلنا بهم). وآخرون يجيزون وقوعه جملة ويستغنون عن تكلف التقدير.
هذا ويذكر الطالب أن ضمير الغائب والغائبة مستتر جوازاً في الماضي والمضارع لا يستثنى إلا ضمير فعل التعجب: (ما أجمل الإنصاف) وإلا ضمير أفعال الاستثناء (خلا، عدا، حاشا) فاستتاره فيها جميعاً واجب. وأما ضمائر المتكلم الواحد والمخاطب الواحد في المضارع والأمر وأسماء الأفعال فمستتره وجوباً دائماً.
4- تقديمه على مفعوله وتأخيره عنه:
الأَصل في الترتيب أَن يأْتي الفاعل بعد الفعل ثم يأْتي المفعول به تقولك (قرأَ خالدٌ الصحيفةَ) ويجوز أَن تعكس الترتيب فتقول (قرأَ الصحيفةَ خالدٌ).
ويتحتم تقديم الفاعل على المفعول به في المواضع الأَربعة الآتية:
أَ- إِذا كانت علامات الإِعراب لا تظهر عليهما فحذراً من وقوع الالتباس عند عدم القرينة نقدم الفاعل مثل: (أَكرم مصطفى موسى، وكلم أَخي هؤلاءِ)، فإِن وجدت القرينة جاز التقديم والتأْخير مثل: (أَكرمتْ أُختي موسى، أَكرمتْ موسى أُختي).
ب- أَن يحصر الفعل في المفعول به: (ما قرأَ خالدٌ إِلا كتابين، إِنما أَكل فريد رغيفاً).
ومن النحاة من جوّز التقديم والتأخير إذا كان الحصر بـ(إِلا) فقط.
جـ- أن يكون الفاعل ضميراً والمفعول به اسماً ظاهراً: قابلت خالداً.
د- أَن يكونا ضميرين ولا حصر في الكلام: قابلته.
ويجب تأخير الفاعل وجوباً في المواضع الثلاثة الآتية:
أَ- إِذا اتصل بضمير يعود على المفعول مثل: (سكن الدارَ صاحبُها) ولولا تأْخير الفاعل لعاد الضمير على المفعول المتأَخر لفظاً ورتبة وهو غير جائز.
ب- إِذا كان اسماً ظاهراً والمفعول ضميراً مثل (قابلني أَخوك).
جـ- أَن يحصر الفعل فيه: (ما أَكرم خالداً إِلا سعيد، إِنما أَكل الرغيف أَخوك).
5- حذفه، وحذف فعله:
الفاعل ركن في الجملة لابدَّ منه، سواءٌ أَكان اسماً صريحاً أَم ضميراً راجعاً إلى مذكور، وقد يكون ضميراً لما تدل عليه قرينة حالية مثل: (حتى توارتْ بالحجاب) أي توارت الشمس، ولم يسبق للشمس ذكر لكنها مفهومة من سياق الكلام، ومثل: (إذا كان غداً سافرنا) والمقدر: كلمة (الحال) أَو (ما نحن فيه من عزم وسلامة إلخ). وقد يكون ضميراً لما يدل عليه قرينة لفظية كالحديث المشهور: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)) وظاهر أَن ضمير يشرب يعود على (الشارب) المفهوم من الفعل.
وأَكثر هذه الأَحوال وقوعاً أَن يعود الضمير على مذكور سابق كأَجوبة الأَسئلة مثل قولك: (لم يحضر) لمن سأَلك (هل حضر أَخوك؟).
أَما الفعل فأَكثر ما يحذف في الأَجوبة مثل قولك: (خالدٌ) لمن سأَلك. (من حضر؟)، و(خالد) فاعل لفعل محذوف جوازاً لوروده في السؤال. وقد يكون الاستفهام مقدراً مثل: (أُوذيتُ، أَحمدُ) فكأَن سائلاً سأَل (من آذاك؟) فأَجبت (أَحمدُ) أَي آذاني أحمد) إلا أَنه يجب حذف الفعل اطراداً إِذا وقع الفاعل بعد أَداة خاصة بالأَفعال كأدوات الشرط وتلاه مفسر للفعل السابق مثل: (إِذا الرجلُ ضيَّع الحزم اضطربت أُموره) و(الرجل) فاعل لفعل محذوف وجوباً يفسره (ضيَّع).
الشواهد:
(أ)
كما أَتى ربَّه موسى على قدر 1- جاءَ الخلافةَ أَو كانت له قدَراً
جرير
2- {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}
[الزخرف: 43/87]
(درابَ) وأَتركْ عند هند فؤاديا
3- أَقاتليَ الحجاجُ إِن لم أَزرْ له
إلى (قطريّ) لا إِخالك راضياً فإِن كان لا يرضيك حتى تردَّني
سوار السعدي
فليس على شيءٍ سوار بخزان 4- إِذا المرءُ لم يخزن عليه لسانَه
امرؤ القيس
والظاعنون إليَّ، ثم تصدَّعوا 5- فبكى بناتي شجوهن وزوجتي
عبدة بن الطبيب
6- {قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائِيلَ وَأَنا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
[يونس: 10/90]
7- {وَمِنَ النّاسِ وَالدَّوابِّ وَالأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذَلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}
[فاطر: 35/28]
وهل أَنا إلا من ربيعة أَو مضر 8- تمنّى ابنتاي أَن يعيش أَبوهما
لبيد
كفى الشيبُ والإِسلام للمرءِ ناهياً 9- عُميْرةَ ودِّع إِن تجهزت غازياً
سحيم عبد بني الحسحاس
10- {ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}
[يوسف: 12/35]
11- {يا أَيُّها النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ}
[الممتحنة: 60/12]
(ب)
أجندلاً يحملن أَم حديدا 12- ما للجمال مشيُها وئيدا
منسوب للزباء
فإِن الحوادث أَودى بها 13- فإِما تريْني ولي لِمَّة
الأعشى
وقد أَسلماه مبعدٌ وحميمُ 14- تولى قتال المارقين بنفسه
ابن قيس الرقيات
جزاءَ الكلاب العاويات، وقد فعل 15- جزى ربُّه عني عديَّ بن حاتم
أبو الأسود الدؤلي
هتكنا حجاب الشمس أَو قطرت دما 16- إذا ما غضبنا غضبة مضرية
يريد: قطرت السيوف بشار
في حربنا إلا بنات العم- ؟ 17- ما برئتْ من ريبة وذم
بعدي وبعدكِ في الدنيا لمغرور- ؟ 18- إِن امرأً غره منكن واحدة
أَلقحْنها غرُّ السحائبْ 19- نُتِجَ الربيع محاسناً
أبو فراس

رد مع اقتباس