«العاملون في الظلام»، هو الوصف المعتمد للعملاء المزدوجين، فإذا كان عميل ما يعمل في العلن لصالح الدولة ألف، وفي السر لصالح الدولة باء، فهو عامل في الظلام لصالح الدولة باء، وهو بالتالي عميل مزدوج.
وأينما وجدت المنافسات، وجد العملاء المزدوجين، ويمكن لهذه المنافسات أن تنشأ بين الشركات، أو عصابات المخدرات، أو البلدان، أو حتى الحضارات، وفي أحد الجانبين، يصبح العملاء المزدوجين أبطالا، لكن بالنسبة للجانب الآخر هم خونة لا يستحقون سوى الإعدام.
ومقارنة مع أي وظيفة أخرى، يعمل عملاء مزدوجين في الظروف الأكثر خطورة على الإطلاق، وهذا الخطر هو ما يجعل هذه المهمة مثيرة جدا وما يستتبع بالضرورة حصولهم على مبالغ طائلة، ومع ذلك، ليس كل عميل مزدوج هدفه هو المال، فالعديد من هؤلاء فعلوا ذلك لمحبة بلادهم، أو لأسباب أيديولوجية.
وشخصية العميل المزدوج مثيرة للغاية، ويشترك معظم العملاء المزدوجين في خصائص مشتركة، فتجدهم شخصيات مركبة ومعقدة وغامضة، لا يثقون بأحد، بهم من المكر والدهاء ما جعل الكثير من الأعمال الأدبية تدور حولهم، ليس لشيء إلا لما يثيرونه من شغف في نفوس الجميع.
ويعود تاريخ ظهور العملاء المزدوجين إلى الصين القديمة، لكنه وصل إلى أعلى مستوى له خلال الحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة، وحتى اليوم، مازال العملاء المزدوجين يلعبون دورا حيويا في الحرب على الإرهاب، حيث تتولى وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» مهمة تجنيدهم وتدريبهم.