عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-04-2010, 12:39 PM
الصورة الرمزية منير مقدادي
منير مقدادي منير مقدادي غير متواجد حالياً
مشرف القسم النفسي
 




معدل تقييم المستوى: 14 منير مقدادي على طريق التميز
افتراضي الفروق العرقية في الذكاء



قدمت في أواخر الستينات محاولة لايضاح الفروق بين السود والبيض في الذكاء غير أن تلك المحاولة استندت الى فرضية متحيزة لصالح البيض فتدنت نقط السود عن المتوسط كثيراً، فاقترح جنسن (1969) أن السبب قد يرجع الى الوراثة أكثر من رجوعه للمحيط، وجمع قدراً كبيراً من الأدلة الاحصائية تدعم فرضيته، ولكن الفرضية أثارت قدراً كبيراً من الجدل.
أشرنا من قبل الى عجز معامل الذكاء عن قياس المساهمات الوراثية في الذكاء عند الفئات المختلفة، ولعل ذلك هو الخطأ الأساسي في نقاش جنسن. كتب لونتين في هذا الصدد: "إذا كانت لفئتين درجة وراثية رفيعة بصدد صفة ما، وكان بين الفئتين متوسط فرقي، فهل يكون الفرق وراثياً بمجمله؟ ثمة احتمال أن الفئتين تختلفان وراثياً بسبب تاريخ سابق من الانتقاء التفريقي لنمط وراثي يثبت التباين النوعي. والاحتمال الآخر هو أن الفئتين قد تختلفان نوعياً بسبب أحداث تاريخية ترجع الى التعيين النوعي دون انتقاء تفريقي. وثالث الاحتمالات هو أن تكون الفئتان متشابهتين لكنهما تعيشان في أوساط يختلف بعضها عن الآخر ببعض العوامل الحرجة المحددة. تحدث كل تلك الحالات في الطبيعة وقد تتكرر ولا يمكن إلصاق احتمال قبلي بها. (لونتين، 1976، ص 109).
تقوم الحجة الأساسية في مناقشة جنسن، في أن اتجاه الفرق الملاحظ بين البيض والسود يكشف فرقاً نوعياً عميقاً. ولكن ليس لمسلمة جنسن هذه ما يسوغها حتى ولو تأكد وجود فروق لا يستهان بها بين السود والبيض في الصبغيات المؤثرة في معامل الذكاء. بالإضافة الى ذلك، فإن إزالة الفروق المحيطية لا يعني ببساطة تضييق الثغرة في التحصيل بين السود والبيض، وإنما قد يؤدي بسهولة الى تضييق الثغرة في الاتجاه الآخر، بحيث يتفوق السود على البيض في المتوسط. من جهة ثانية نجد منقشة جنسن خاطئة من وجهة نظر علم النفس. فالباحث يفترض أن معامل الذكاء قياس متساوي الصدق للفروق الوراثية الأصل سواء بين الفئات أو داخلها. إلا أن الروائز، وخاصة تلك التي استخدمها جنسن، تقيس الصفات المختلفة بين الفئات وليس داخلها. فروائز الثبات التي وضعها بياجه، مثلاً، تعطي تقويماً معقولاً للنمو المعرفي الإدراكي لأطفال من أوساط متماثلة. أما عندما يراز أطفال من أوساط متباينة، فإن أي فرق بين الفئات سوف يعكس النمو والوسط على السواء. بالإضافة الى ذلك لا بد من التسليم بتماثل الوسط لتحديد الفروق داخل الفئات. وعلى هذا الأساس يمكن عدّ معامل الذكاء قياساً معقولاً للفروق داخل الفئات، وذلك لتحديد أثر الوراثة والمحيط، عندما يمكن التسليم بثبات الوسط واستمراريته.

 

 

رد مع اقتباس