عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-24-2024, 01:07 PM
الصورة الرمزية zoro 1
zoro 1 zoro 1 غير متواجد حالياً
 




معدل تقييم المستوى: 0 zoro 1 على طريق التميز
افتراضي مُصَابي جَلِيلٌ ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ : أبو فراس الحمداني .

مُصَابي جَلِيلٌ ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ

مُصَابي جَلِيلٌ ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ ، ** وَظَنّي بِأنّ الله سَوْفَ يُدِيلَ
جِرَاحٌ ، تحَامَاها الأُسَاةُ ، مَخوفَةٌ ، ** وسقمانِ : بادٍ ، منهما ودخيلُ
و أسرٌ أقاسيهِ ، وليلٌ نجومهُ ، ** أرَى كُلّ شَيْءٍ ، غَيرَهُنّ ، يَزُولُ
تطولُ بي الساعاتُ ، وهي قصيرة ؛ ** وفي كلِّ دهرٍ لا يسركَ طولُ !
تَنَاسَانيَ الأصْحَابُ ، إلاّ عُصَيْبَةً ** ستلحقُ بالأخرى ، غداً ، وتحولُ !
و من ذا الذي يبقى على العهدِ ؟ إنهمْ ، ** و إنْ كثرتْ دعواهمُ ، لقليلُ !
أقلبُ طرفي لا أرى غيرَ صاحبٍ ، ** يميلُ معَ النعماءِ حيثُ تميلُ
وصرنا نرى : أن المتاركَ محسنُ ؛ ** وَأنّ صَدِيقاً لا يُضِرّ خَلِيلُ
فكلُّ خليلٍ ، هكذا ، غيرُ منصفٍ ! ** وَكُلّ زَمَانٍ بِالكِرَامِ بَخِيلُ !
نعمْ ، دعتِ الدنيا إلى الغدرِ دعوةً ، ** أجابَ إليها عالمٌ ، وجهولُ
وَفَارَقَ عَمْرُو بنُ الزّبَيرِ شَقِيقَهُ ، ** وَخَلى أمِيرَ المُؤمِنِينَ عَقِيلُ !
فَيَا حَسْرَتَا ، مَنْ لي بخِلٍّ مُوَافِقٍ ** أقُولُ بِشَجوِي ، مَرّةً ، وَيَقُولُ !
وَإنّ ، وَرَاءَ السّتْرِ ، أُمّاً بُكَاؤهَا ** عَلَيّ ، وَإنْ طالَ الزّمَانُ ، طَوِيلُ !
فَيَا أُمّتَا ، لا تَعْدَمي الصّبرَ ، إنّهُ ** إلى الخَيرِ وَالنُّجْحِ القَرِيبِ رَسُولُ !
وَيَا أُمّتَا ، لا تُخْطِئي الأجْرَ ! إنّهُ ** على قدرِ الصبرِ الجميلِ جزيلُ
أما لكِ في ' ذاتِ النطاقينِ ' أسوةٌ ، ** ب ' مكةَ ' والحربُ العوانُ تجولُ ؟
أرَادَ ابنُها أخْذَ الأمَانِ فَلَمْ تُجبْ ** و تعلمُ ، علماً أنهُ لقتيلُ !
تأسّيْ ! كَفَاكِ الله ما تَحْذَرِينَهُ ، ** فقَد غالَ هذا النّاسَ قبلكِ غُولُ !
و كوني كما كانتْ ب ' أحدٍ ' ' صفيةٌ ' ** ولمْ يشفَ منها بالبكاءِ غليلُ !
ولوْ ردَّ ، يوماً ' حمزةَ الخيرِ ' حزنها ** إذاً مَا عَلَتْهَا رَنّةٌ وَعَوِيلُ
لَقِيتُ نُجُومَ الأفقِ وَهيَ صَوارِمٌ ، ** وَخُضْتُ سَوَادَ اللّيْلِ ، وَهْوَ خيولُ
وَلمْ أرْعَ للنّفْسِ الكَرِيمَةِ خِلّةً ، ** عشيةَ لمْ يعطفْ عليَّ خليلُ
ولكنْ لقيتُ الموتَ ، حتى تركتها ، ** وَفِيها وَفي حَدّ الحُسَامِ فُلولُ
ومنْ لمْ يوقَ اللهُ فهوَ ممزقٌ ! ** ومنْ لمْ يعزِّ اللهُ ، فهوَ ذليلُ !
و منْ لمْ يردهُ اللهُ ، في الأمرِ كلهِ ، ** فليسَ لمخلوقٍ إليهِ سبيلُ

 

 

رد مع اقتباس