الموضوع: التقليد
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-03-2010, 01:52 AM
الصورة الرمزية منير مقدادي
منير مقدادي منير مقدادي غير متواجد حالياً
مشرف القسم النفسي
 




معدل تقييم المستوى: 14 منير مقدادي على طريق التميز
افتراضي التقليد

يفوق التقليد كل السبل والوسائل التي يتمكن الأطفال بوساطتها من النمو والتحول الى راشدين. ولسوف نرى في الفصول اللاحقة كيف يساعد تقليد الصغار للكبار في كل مراحل النمو، على اكتساب المهارات الاجتماعية المختلفة.
يبدأ سلوك التقليد مع بداية المناغاة ويمتد ليشمل تقليد حركة الآخرين. ولا يتعامل الأهل في هذه المرحلة مع كائن يبتسم لهم أو يتطلع إليهم بل مع كائن يحادثهم عبر صدى أصواتهم. ولا يهم أن يعرف الطفل ما يقول، بل يكفي الوالد أن يسمع أنه يخاطب بـ "ماما" أو "بابا" حتى يطلق تعابير تحمل في طياتها كل ضروب العطف والسعادة وتغني تجربة الرضيع الاجتماعية.
يقود ميل الرضع لتقليد ما يرون أو يسمعون الى العديد من أنماط التفاعل اللعبي مع الوالدين. فيجد الأهل أنهم أن رفعوا أذرعهم فوق رؤوسهم وصاحوا "كبير" فإن الطفل يرفع يده هو الآخر ويصيح كبير أو بير أو رير.
فالتقليد تعبير واضح عن الاهتمامات الاجتماعية. ولا يمر سلوك التقليد، شأن الابتسام عبر مرحلة عشوائية لا انتقائية، بل أنه، ومنذ البدء، يكون تقليداً لأناس مألوفين يختارهم الرضيع بسبب ما ينشأ لديه نحوهم من تعلق متميز وفريد يؤدي الى ضرب من التفاعل التبادلي الذي يعزز سلوكي التعلق والتقليد.

 

 

رد مع اقتباس