الرد على مقال مكان البيت
صاحب المقال على حنيف وقد استهل مقاله بآية بيان الله مكان الكعبة لإبراهيم (ص) مؤكدا أن البيت المراد به :
دين الله وليس مكان مما يمشى فيه ويصلى فيه
قال على حنيف :
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود﴾
كلمة مكان لها معنى وهذا المعنى يأتي في الايات كمعنى معنوي ويأتي كمعنى مادي ....
وحتى المقصد المادي اخذ الاسم اعتمادا على المعنى المعنوي ...
كلمة مكان لها مشتقات حالها كحال كل الكلمات .
ومنها التمكين والمكانة وتشتق منها الافعال والتصريفات الاخرى ...
لذا فمقصد الكلمة هو التمكين ..
﴿ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾
هذا العلم من تأويل وعلوم بعض ما في الارض الذي تعلمه يوسف بفضل من الله هو المكانة التي مكنه الله فيها ....
وعندما نقول مكان في جملة ما فهذا يدل على ان هذا المكان فيه الامكانيات الخاصة به ...
وحتى بكلامنا العامي نقول مكان تعليم او مكان تدريب او مكان سياحة وغيرها فكل مكان هو في الامكانيات الخاصة به ...
ابراهيم بوأه الله مكان البيت ..
والبيت كما بينا في منشورات سابقة اتى بمعنى دين الله الحاوي لتعاليم الله ...
الله بؤاه واصطفاه ان اتاه الكتاب والحكمة او دينه الحنيف ...
وقد بين الله في اياته ان ابراهيم ومن معه كانوا امة قد خلت ، ولكم القدوة والعبر من ذكرهم وليس المهم هو المكان الجغرافي ...
المهم هو مقامه عند ربه وكيف كان مخلصا لله ..."
وهو كلام من لا يعقل الآية لأن معنى الآية على حسب فهمه هو :
ان دين الله كان والعياذ بالله قبيحا مذموما وأن إبراهيم(ص) هومن طهره من القباحة والبطلان
الغريب أيضا أن الآية ألأخرى تقول :
أن إسماعيل اشترك في عملية تطهير أخرى لدين الله حسب فهم على حنيف فهل فسد دين الله في عهد إبراهيم(ص) مرة ثانية واصلحه إبراهيم(ص) وإسماعيل(ص) ؟
كلام لا يمكن أن يكون على حنيف قد فهمه
الدين دين الله وهو ثابت لا يقدر أحد على تحريفه في الكعبة التى هى مكان حفظ الوحى الإلهى كما بين الله أن الكعبة الحساب فيها على إرادة الذنب والعقاب فيها فورى مهلك ومن ثم لا يقدر أحد على ارتكاب أى ذنب داخل الكهبة أو ضدها ومن ضمنها تحريف كلام الله وفى هذا قال تعالى :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
وما حدث من التطهير هو :
التنظيف وهو كنس أرضية الكعبة من التراب والغبار لتكون صالحة للحج والصلاة
والتنظيف يتكرر مرارا وتكرارا
وكرر على حنيف كلامه عن أن المقصود الدين وليس المكان الجغرافى فقال :
"ابراهيم اذن في الحج للناس اي اذن او سمح لهم ان يأتوه ليقيم لهم الصلوة ليبلغ لهم ما انزل اليهم من ربهم ...
وهذا هو اساس الموضوع وليس مكانه الجغرافي ...
ولا احد يستطيع ان يفتري الكذب في مكانه الجغرافي لان الله لم يقل ذلك ولان ذلك ليس هو صلب الموضوع وليس له اي اهمية ....
وهذا ايضا ما فعله الرسول كان يبلغ رسالة الله للناس مثل ما فعل ابراهيم وكل الرسل ...
كلهم بوأهم مكان البيت وامرهم ان لا يشركوا به شيئا وان يطهروا دينه من الشرك والكفر الذي دائما يصتنه الناس كما صنعه الناس اليوم ...
فتلك الاية مقصدها ان الله مكنه في علم الكتاب وعلمه الدين الحنيف والمتمثل بكلمة البيت ..."
قطعا لم يسأل على حنيف نفسه :
وكيف يحج الناس من كل مكان بعيد إلى غير مكان مشاة على ألرجل أو ركوبا على الضامر فلو كان المراد دين وليس مكان فالدين موجود في تلك البلاد البعيدة والقريبة ومن ثم لا يحتاج مشيا ولا ركوبا في تلك الحال ؟
السؤال لماذا اذا يسافرون ويأتون مشاة أو رجالا طالما الوحى وهو الدين وصلهم عن طريق سفر إبراهيم(ص) أو أحد سفرائه المؤمنين ؟
وفى هذا قال تعالى :
"وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق"
ولم يسأل على حنيف نفسه :
لماذا يقص الناس شعورهم طالما بهم أذى في الحج ؟
لماذا يدفعون كفارة نسك يذبح في البيت الحرام وهو الكعبة كما قالا تعالى :
"حتى يبلغ الهدى محله "
وقوله :
" ثم محلها إلى البيت العتيق "
إذا لماذا الذبائح تهدى للكعبة طالما أنها ليست مكانا وهى الدين فهل ستعطهم أوراق كتاب الدين اللحوم وكيف نذبحها للكتاب ؟
وكيف يصوم الحاج ثلاثة أيام في الكعبة ثم يصوم سبعة إذا رجع لبلده ؟
كيف سيطبقها إن كان لا وجود للكعبة
وفيها قال تعالى :
" فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام"
وكيف يطبق الحاج الأمر بذكر الله يومين في الكعبة إذا كان لا وجود لها وفى وجودها قال تعالى :
"واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله"
ويصر على حنيف على المضى قدما في تفسير الآية بعيدا عن كل آيات الحج والعمرة لأنها لن تساعدة على الوصول إلى بيان تفسيره الخاطىء فيخترع أكذوبة أخرى وهى :
أن البيت يعنى البيت الإبراهيمى وهم أتباع الرسالة فيقول :
"وقد سمي ابراهيم هو وعائلته باهل البيت ...
واهل البيت اي اهل لدين الله ولانهم يتبعون رسالته التي اوحاها لشخص منهم ومن يشرك ويكفر لا يكون من اهل البيت...."
السؤال لعلى وكيف تتهرب من كون الملائكة خاطبت زوجة إبراهيم بكونها أهل البيت في قوله تعالى :
"وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشىء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد"
فهل البيت امرأة أم كتاب ؟
إذا صدقنا على فالمعنى أن الكتاب هو المرأة التى ولدت إسحق (ص)
هل ترى يا على إلأى ماذا أوصلتنا ؟
أوصلتنا إلى مرحلة جنون الصوفية والتفسير الباطنى الذى لم يجدوه يوافق مرادهم ومن ثم خلصوا أنفسهم بأن الكفار والمسلمين سيان في العمل والجزاء وأن دين الله هو نفسه أديان الشيطان
ويوصلنا على حنيف إلى درجة الجنون فيزعم أن البشر طهروا دين الله فيقول :
"لان الله قال لابراهيم لا ينال عهدي الظالمين ...
﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم﴾
يرفعون ما اقعده الشيطان والذي قال لاقعدن لهم صراطك المستقيم ...
وطهروا دين الله الاصل ، الاساس، الكعبة ، فالكعبة تعني الاساس ذلك الدين الذي جعله الله مثابة وامنا للناس ومن دخله كان امنا من العذاب ، ذلك الدين الذي فطر الناس عليه منذ ان خلقهم وذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون "
السؤال :
هل وصلنا إلى درجة أن يصلح المخلوق عمل الخالق ؟
هذا هو مفاد كلامك يا على أن البشر صلحوا دين الله الخاطىء بتطهيرهم له
ثم قال مصرا على الهبل والجنون :
"المشركين اخترعوا مكعب وجعلوه بيت الله ، وارى ان ذلك هو قمة الجهل والسفه وعدم تقدير لله الواحد القهار ...
وخرقوا للرسول اسماء اقارب وسموهم اهل البيت ليضلوا عن سبيله وكل ذلك شركا وزورا ...
ليس للناس على الله حجة من بعد ان انزل اليهم الكتاب والبينات وبين لهم ما يتقون ...
هؤلاء الملايين قد ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا...
لكن الحكم لله وحده ولا نقول الا كما قال عيسى ابن مريم
إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
والحمد لله الذي طهرنا وجعل لنا نورا نهتدي به من ظلمات اكثر من في الارض"
وأنا معك في كون المكعب الحجرى وما يتصل به لا يمكن أن يكون بيت الله المحفوظ فيه الذكر الذى يعاقب فيه الله على إرادة الذنب وهى النية عقابا فوريا مهلكا والذى أمر الله المسلمين بقراءته في يومين أو أكثر لمن تأخر
وأما تحريف كون أهل البيت بشر وهن زوجاته فهذا تكذيب صريح لآيات الكتاب :
"يا أيها النبى قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيم يا نساء النبى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما يا نساء النبى لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا "وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس آل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا "