من المشكلات الى تتصل بالخوف اتصلا وثيقا مشكلة الكذب ، ويروى بعض الباحثين أن الكذب الحقيقى عند الأطفال لا ينشأ إلا عن خوف ، والغرض الأساسى منه حماية النفس . ونظراً لشيوع الكذب وأهميته البالغة نتجه لدراسة قائما بذاته .
ويرجع الأهتمام بهذا الموضوع إلى أسباب عدة : أولها : أن الكب يستغل في العادة لتغطية الذنوب والجرائم الأخرى ، وثانيا : وجود علاقة كبيرة بين خصلة الكذب وخصلتى السرقة والغش . وقد وجد الباحثون في جرائم الأحداث بنوع خاص أن من أتصف بالكذب يتصف عادة بالسرقة والغش . ولا غرابة في هذا إذا علمنا أن هذه الخصال الثلاث تشترك في صفة واحدة وهى عدم الأمانة . فعلى حين أن الكذب هو عدم الأمانة في وصف الحقائق ، نجد أن السرقة هى عدم الأمانة نحو ممتلكات الآخرين وأن الغش هو عدم الأمانة في القول أو الفعل بشكل عام .
ولنبدأ أولا بتحديد معنى الصدق ومعنى الكذب . فكثيرا ما يشكل علينا الأمر فيما إذا كنا نعتبر الشخص كاذابا أو صادقا . ويخيل إلينا وهلة أن الصدق هو مطابقة القول للواقع . ولكن كثيراً ما يحدث ألا يكون القول مطابقا للواقع ، ومع ذلك نعتبر الشخص صادقاً ، كقول القدماء مثلا بأن الأرض مسطحة ، وكقولهم أحياناً أن الشمس تدور حولها وغير ذلك . وكثيراً ما يحدث أن يكون القول مطابقا للأصل ، ولكنا نعتبر أن الشخص كاذب ، كقول بعضهم : وبل المصلين ، ثم الوقوف عند ذلك .
ويهمنا في الصدق أن تكون النية متوفرة لمطابقة القول للواقع مطابقة تامة . ويلاحظ في الكذب توتر النية لعدم المطابقة والتضليل . ولا ضرورة للتوسع في هذا فهو بحث طويلة ، ويحسن أن تترك الكلام فيه إلى أكاذيب الأطفال . ونحن نعلم أن الأطفال كثيراً ما يكذبون . فليس بغريب على الطفل أن ينكر أمام والديه فعلة قد أتاها ، كما إذا كسر آية أو خرب شيئا ثمينا مثلا . ولكن الغريب أن يتألم الآباء لهذا أشد الألم ، ويقلقون له وينزعجون ، معتبرين أن الكذب فاتحة لعهد تشرد وإجرام في تاريخ حياة أطفالهم .
وقد جرت العادة أن يصب الآباء على الآبناء بالتقريع والأذلال والتشهير والضرب إعتقادا منهم أنهم بذلك يصلحون أبناءهم ، ويقطمون دابر الكذب منهم . ولكن أغرب من هذا أن تأتى هذه المعاملة بعكس ما يتوقع منها من نتائج ، فيصر الطفل عادة على صحة كلامه ، ويتفنن في إخفاء الحقائق وتزييفها .
الأستعداد للكذب :
وقبل التوغل فى الموضوع يجب أن تتذكر أن الأمانة في القول أو في غيره خصلة مكتسبة وليست فطرية ، وهى صفة تتكون في المرء عن طريق التقليد والتمرين وغير ذلك من طرق التعلم المختلفة . ويجب أن نتذكر أيضا أن الكذب ما هو إلا عرض ظاهرى ، والأعراض لا تهمنا كثيراً في ذاتها ، وإنما الذى يهمنا هو العوامل والدوافع النفسية والقوى التى تؤدى إلى ظهور هذا العرض .
وهناك أستعدادان يهيئان الطفل للكذب : أولهما قدرة اللسان ولبقاته ، ولعل هذا يوافق ما كانت جداتنا يقلنه عن بعض الأطفال على سبيل المزاح ، فكن يعتبرن أن الطفل الذى يخرج في الأسابيع الأولى لسانه ويحركة بمنة ويسره سيكون في مستقبل حياته قوالا كذبا . وثانى هذين الأستعدادين خصوبة الخيال ونشاطه .
فخصوبة الخيال هى التى دفعت طفلا صغيراً لم يتجاوز الثالثة من عمره لأن يقول بأن برغوثاً كبيرا خرج من كتاب أخته وطار إليه ليلسعه ، وذلك بعد أن كان قد رأى صورة مكبرة لبرغوث في كتاب للمطالعة كانت تقرؤه أخته . وما ذكر الطفل نفسه من أنه رأى قطة ذات قرون ، وكان هذا بعد إحضار أهله خروف العيد فأنتزعت مخيلته قرون الخروف وركبتها على رأس قطته ، وسار يقول باسما منشرحا بأنه رأى قطة ذات قرون . وأدعى طفل أخر بأنه رأى رجلا ذا أنفين ، وأنه رأى فانوس الشارع يطرح رموزاً ، إلى غير ذلك من الأمثلة المتعددة المألوفة التى تظهر في ألعاب الأطفال المصحوبة في الخيال ، والتى تسمى باللعب الأيهامى ، والتى يمثلون فيها آباء وأمهات وعرائس وفرسانا ولصوصاً وغير ذلك .
الكذب الخيالى :
يسمى هذا النوع من الكذب بالكذب الخيالى ، وإذا حكمنا على الطفل الذى يصدر منه هذا النوع من الكلام بانه كاذب ، كان ذلك كحكمنا على الشاعر ، أو الروائى أو المسامر بأنه كاذب في المادة التى يأتينا بها بمساعدة خياله الخصب ولسانه الذلق .
ومما يريح نفوس الآباء والمدرسين أن يعلموا أن هذا ليس إلا نوعا من أنواع اللعب يتسلى به الأطفال. وعند كشف هذه القوة الحيالية الرائعة يحسن توجيهها ، والأستفادة منها ، ولتوضيح معنى الأستفادة نأتى بالمثال الأتى :
كانت هناك بنت صغيرة اعتادت أن تجلس إلى والديها ، وتق عليما حكايات عجيبة وتدعى بأنها حقيقة . وكانت تسترسل في حديثها استرسالا مشوقا جذاباً يملك تفكير المستمعين وأنتباههم ، فأخذها والدها إلى أحدى العيادات النفسية الشهيرة لمعالجتها من هذا النوع من الكذب . فلما درس المتخصص النفسى حالة هذه البنت وجد أنها على مقدار عظيم من الذكاء ، وأنها رائعة الخيال ، طلقة اللسان ، فأشار على والديها بأن يفسحوا لها مجال التآليف والتمثيل . وبعد مدة قصيرة نبعث في التمثيل والأدب نبوغا ظاهراً ، فألفت عدد من الروايات وقامت بأخراجها على مسرح المدرسة وكان هذا فاتحة لمستقبل باهر لها .
وإذا لم تتح للطفل فرصة توجيه هذه الملكة ، فلا داعى للقلق والأهتمام بعلاج هذا النوع من الكذب ، فالزمان وحده كفيل بذلك ولكن قد يعيد إذا نحن سألناه بطريقة لطيفة بين حين وآخر إن كان متأكداً من صحة ما يقول ، وإذا نحن جعلناه يحس نبرات صوتنا ، باننا نحب هذا النوع من اللعب ، ونشاركه فيه مشاركة فعلية فنبادله قصة بقصة ، وخيال بخيال ، ونشعره أيضاً بان هذه القصص مسلية ، ولكنها غير مخالفة للواقع .
ويقرب من هذا النوع إلى حد كبير نوع آخر يلتبس فيه على الطفل الخيال بالحقيقة ولذلك فهو يسمى الكذب الألتباسى .
الكذب الألتباسى Confasional Lie :
وسببه أن الطفل لا يمكنه التمييز بين ما يراه حقيقة وما يدركه واضحا في مخيلته . فكثيراً ما يسمع الطفل حكاية خرافية ، أو قصة واقعية ، فسرعان ما تملك عليه مشاعره ، وتسمعه في اليوم التالى يتحدث عنها كأنها وقعت له بالفعل .
ومن هذا النوع ما وقع حديثا من أن طفلا شديد الخيال في الرابعة من عمره رأى في غرفة الزائرين شيخا معمما مستدير الوجه ، واسع العينين ، عريض الجبهة فذهب إلى جده وأبلغه أن ( الشيخ محمد عبده ) ينتظره في غرفة الزائرين . وأتضح أن جد الولد كان قبل ذلك بأيام قلائل يصف الشيخ في مجلس من مجالسه لبعض زائريه وكان الطفل يستمع فارتسمت في ذهنه بعض الأوصاف . فلما جاء الزائر قال الولد أن هذا هو " الشيخ محمد عبده " .
وكثيراً ما يحدث أن يقص الطفل قصة عجيبة ، ولو تحقق الوالدان الأمر ، لعرفا أنها وقعت للطفل في حلم . ومن هذا النوع أن بنتاً في الرابعة قامت من نومها تبكى بالفعل ، وتقول : إن بائع الثلج المقيم في آخر الشارع ذبح خادمتها في منتصف الطريق ووصفت بشىء من التطويل كل ما رآته في الحلم . ولم تفرق الطفلة بين الحقيقة والحلم فقصت كل هذا على أنه حقيقة ، وكان ضرورياً إذ ذاك وتوضيح ما جرى للطفلة .
وهذا النوع من الكذب يزول عادة من تلقاء نفسه إذا كبر الطفل ، ووصل عقله إلى مستوى يمكنه فيه أن يدرك الفرق بين الحقيقة والخيال . وليس معنى ذلك أن نتركه حتى يزول من نفسه ، فشىء من الأرشاد مع مراعاة مستوى عقل الطفل يفيد فائدة كبيرة من الناحيتين الأنفعالية والإدراكية .
ويمكن أن نسمى هذين النوعين من الكذب ، بالكذب البرىء ، وننتقل منهما الآن إلى أنواع أخرى .
الكذب الأدعائى :
من أمثلته أن يبالغ الطفل في وصف تجاربه الخاصة، ليحدث لذة ونشوة عند سامعيه ، وليجعل نفسه مركز اعجاب وتعظيم . وتحقيق كل من هذين الغرضين يشبع النزوع للسيطرة . ومن أمثلة ذلك أن يتحدث الطفل عما عنده في المنزل من لعب عديدة أو ملابس جميلة ، والواقع أن ليس عنده منها شىء . أو يفاخر بمقدرته في الألعاب أو في القوة الجسمية دون أن يكون له فيها أى كفاية وكثيرون من الأطفال يتحدثون عن مراكز آبائهم وكفايتهم ، وصداقتهم لحاكم البلد بل سيطرتهم عليه ... إلى غير ذلك مما يخالف الواقع عادة . وأمثلة هذا النوع كثيرة لا حصر لها .
فهذا الكذب الموجه عادة لتنظيم ألذات وجعلها مركز الأنتباه والأعجاب ينشأ عادة من شعور الطفل بنقصه . وتعظيم ألذات عن طريق الكذب ، طريقة لتغطية هذا الشعور بالنقص ، وإذا سلمنا بهذا علمنا أن هذا الكذب الأدعائى قد يتسبب في بعض الحالات عن وجود أطفال في بيئة أعلى من مستواه في ناحية ما ، وعلمنا أن نفسه تتوق للوصول إلى هذا المستوى ، وأنه لم يتمكن من الوصول إليه بالطريقة الواقعية الحقيقية، فإنه يحاول ذلك بطرق بعيدة عن الحقيقة مخالفة للواقع يخترعها من مخيلته . وبعبارة أخرى قد يتسبب الكذب الأدعائى من عم مقدرة الطفل على الانسجام مع من حوله . ومن ضيق البيئة التى يعيش فيها كالمنزل مثلا ، بالنسبة للبيئة التى تضطره ظروفه لها كالمدرسة أو من كثرة الأذلال والقمع الواقعين عليه ممن حوله من الذين لا يريدون له الظهور . ففى مثل هذه الأحوال يحسن أن نكشف النواحى الطبية في الطفل ، ونوجهها لتنبت نباتاً حسنا ، ونشعره حقيقة بأنه وإن كان يقل عن غيره في ناحية ما ، فأنه يفوقهم في نواحى كثيرة فيتمكن الطفل بذلك من أن يعيش في عالم الواقع بدلا من أن يعيش في عالم خيالى واه ينسجه لنفسه . وبهذا ترتد للطفل ثقته ويزول عنه إحساسه بالنقص .
ومن أنواع الكذب الأدعائى أن الطفل يدعى المرض ، أو يدعى أنه مضطهد مظلوم أو سىء الحظ إلى غير ذلك ،وهذا ليحصل على أكبر قسط ممكن من العطف والرعاية . ويحدث هذا عادة من الطفل الذى لم يحصل من والديه على العطف الكافى ، والذى وجد بالتجربة أنه يحصل على قسط وافر منه في حالة المرض أو المسكنة .
هذا النوع من الكذب ، المعروف بالكذب الأدعائى ، يجب الأسراع إلى علاجه في حالة الصغر ، وإلا نما مع الطفل وزاد حتى أصبح يدنا له يصاحبه في غدوه ورواحه وهذا ما يسمى عند العامة ( بالمعر) وكثير من الناس يتحدثون عن رتبهم ، أو كفاياتهم أو أوسمتهم أو شهاداتهم . وعن أسفارهم وأبحاثهم ، وجلائل أعمالهم وخدماتهم ونحن على ثقة من أنهم لم يؤتوا شيئاً ولم يقوموا بشىء .
الكذب الغرضى أو الأنانى :
وقد يكذب الطفل رغبة في تحقيق غرض شخصى ، ويسمى هذا النوع بالكذب الغرضى أو الكذب الأنانى . ومن أمثلته الشائعة لهذا النوع أن يذهب طفل لأبيه مطالباً إياه ببعض النقود مدعيا أن والدته أرسلته لإحضارها منه لقضاء بعض حوائج المنزل ، والواقع أن الطفل مان يريدها لنفسه لشراء بعض الحلوى . ومثال آخر من طفل – سبق أن أشرت إليه – كان يرسم على حيطان الحجرات بالفحم الذى يشترى في المنزل للتدفئة ، فأحضر له والده سبورة ليرسم عليها ، فيشغل بها عن الكتابة على الجدران أو التخطيط على المنزل . وفى يوم ذهب إلى والده طالبا قطعة من الطباشير فأخرج له أصبعا وأعطاه نصفه فقط . ولما كان يريد الحصول على أصبع الطباشير كاملا أخذ النصف الذى أعطاه إياه والده وخرج من حجرة الوالد ، ثم غاب فترة قصيرة وعاد يقول أن قطعة الطباشير قد فقدت ، فخرج معه والده وبحث عنها فوجدها مخبأة خلف السبورة فأخرجها له وقال له أنها لم تفقد ، فقال الطفل ولكنها لا تكتب ، في هذه الحالة كذب الطفل مرتين . وكان غرضه من هذا الحصول على نصف الأصبع الآخر ., ولعل الدافع للكذب الغرضى أو الأنانى هو عدم توافر ثقة الطفل بالكبار المحيطين به ، نتيجة عدم توافر ثقته في والديه لكثرة عقابهم له ولوقوفهم في سبيل تحقيق رغباته وحاجاته .
الكذب الأنتقامى :
وفى أحيان كثيرة يكذب الأطفال ليتهموا غيرهم باتهامات يترتب عليها عقابهم أو سوء سمعتهم ، أو ما يشابه ذلك من أنواع الأنتقام . ويحدث هذا كثيراً عند الطفل الذى يشعر بالغيرة من طفل آخر مثلا ، أو عند الطفل الذى يعيش في جو لا يشعر فيه بالمساواة في المعاملة بينه وبين غيره . وكثيراً ما يحدث هذا النوع من الكذب من فتيات في دور المراهقة ، فتكذب الواحدة منهن متهمة فتى بمحاولة التقرب منها والتحبب إليها . وقد تدل أمثال هذه الحوادث على أن الفتاة تقوم بعملية لا شعورية من النوع الذى سيمناه إسقاطاً (Projection ) والذى يترتب عليه سرورها لأن والديها – حسب ما ترى – من الجاذبية الجنسية ما يحرك الشبان نحوها . وقد تكذب الواحدة منهن لأنها ترغب في الأنتقام من الفتى لعدم قيامه إزاءها بما كانت تتمناه منه . وقد يحدث مثل هذا من البنين.
ويجب أن يكون الآباء والمعلمون في غاية الحرص إزاء هذا النوع من الأتهامات إذ انها تكون في كثير من الأحيان على غير أساس كاف من الحقيقة .
الكذب الدفاعى :
ومن أكثر أنواع الكذب ضيوعا الكذب الدفاعى ، أو الكب الوقائى ، فيكذب الطفل خوفاً مما قد يقع عليه من عقوبة . وظاهر أن سبب الكذب هنا هو ان معاملتنا للطفل إزاء بعض ذنوبه تكون خارجة عن حد المعقول .
وقد يكذب الطفل ليحتفظ لنفسه بإمتياز خاص لأنه إن قال الصدق ضاع منه هذا الأمتياز. مثال هذا الطفل الذى يسأل عما بيده فيقول : أنه شىء حريف ( حي ) والواقع أنها حلوى . وكالطفل الإنجليزى الذى سئل مرة عما إذا كان يعتقد في ( بابا نوبل ) فقال أن بالطبع لا يعتقد في هذه الخرافة ، فقيل له : ولم لا تجاهر بهذا أما أمك وأبيك ؟ فقال أنه يخشى أن يفقد شيئاً من عطفهما عليه ويحرم من هداياهما في عيد الميلاد . ومن أمثلة هذا أيضاً ما حدث معى منذ زمن ، ذلك أبى كنت خارجاً للتنزه ، فطلبت من ابن أخر وكان إذ ذاك في سن الثالثة أن يستعد ليخرج معى ، فذهب ليستعد ، وما مرت دقيقتان حتى عاد قائلا : ( المشمش طلع يا عمى وأنا شفته ) فلأول وهلة لم أدرك ما يقصده فسألته : ( مشمش أيه اللى طلع ؟) فقال ( المشمش ، علشان أروح وياك ) وحتى بعد هذا لم أفهم ما يقصده ، ولكن بعد الإستفهام وجدت أنه كان قد قال للخادم في فرح وسرور : أنا رايح أتفسح مع عمى ، فقال له الخادم : ( يه ...؟ ده لما يطلع المشمش ) فتركه وأسرع إلى قائلاً : إن المشمش قد ظهر ، وأنه رآه بالفعل . فهنا كذب الطفل لأنه يخشى أن يحرم من الخروج معى إن هو قال الحق . ولكن مثل هذه الحوادث لا توقفنا على صلة الكذب ببقية الشخصية . ولبيان هذه الصلة يجب القيام بدراسة تفصيلية لأحدى الحالات .
لتأخذ حالة أخرى لولد عمره 14 سنة وهو متأخر جداً في فصله الثالثة الإبتدائية ويتبول ليلا في فراشه . وهو كثير الكذب ، إذ أنه لا يصرح لوالديه بكل ما يفعل . فبعد إنصراف المدرسة يذهب إلى المنزل في ساعة متأخرة ، ويقدم أعذاراً يتضح من البحث أنها غير صحيحة .
الولد ثانى أخوته ، وهو كسلان في أداء واجبه ، يميل إلى الأفراط في اللعب ، ولكنه هادىء مطيع مسالم ويقبل في الظاهر على كل ما يفرض عليه . أخوه الأكبر لم يواصل تعليمه ، ويتحدث عنه الجميع في المنزل حديثاً مشيناً ، ولو أنه يتمتع بقسط كبير من الحرية فهو يخرج للفسحة وللخيالة دون تقيد . وأما صاحب الحالة فإنه يحرم من الخروج للنزهة ، ويقضى الأجازة الأسبوعية في المنزل خوفا عليه من الترام والعربات والبحر وغير ذلك ، ولا يسمح له بالذهاب مع أخيه الأكبر إلى الخيالة التى لا يذهب إليها في نظره والديه إلا المفسدون الأشرار .
والوالد رجل عادى في الظاهر ، ولكن الأم متشددة جداً وبلغ من تشدها أن كوت إبنها بالنار في جانبه لتبوله في أثناء الليل في فراشه : والحالة الصحية للولد في حاجة إلى بعض العناية.
والذى يعنينا فيما نحن صدده عن هذه الحالة أحد أعراضها وهو الكذب وسببه كما يبدو الشعور بالنقص ، والرغبة في وقاية النفس من السلطة الجائزة في المنزل . ويلاحظ أن الولد كا ن يكذب في المنزل على حين لا يكذب قط في المدرسة . ويلاحظ أن العوامل التى أدت مع أحد الأولاد إلى الكذب والمخادعة ، أدت هى نفسها مع أخيه إلى التمرد والخروج عن الطاعة ويمكن القول بأن الأو تكيف بالضعف والثانى تكيف بالقود .
وقد عولجت الحالة من الناحية الصحية وعدلت علاقة الولد بوالديه ، وأرشدت الأم إلى ما كانت تحتاج إليه كتحديد النسل ، إذ أن من بين أسباب تشددها وعصبيتها أرهاقها بكثرة الأولاد . وأرشدت الأسرة كذلك إلى أختيار مسكن تتوافر فيه الأضاءة والتهوية ودورة المياة الخاصة به والقرب من المدرسة ومن عمل الوالد في الوقت نفسه ، وأرشدت الأسرة كذلك الولد إلى ما يعمل إزاء التبول ، والفسحة والتغذية وإزاء المذاكرة من حيث تنظيمها وطرق أدائها . وقد نجحت الحالة نجاحا باهراً لحسن استعداد الوالدين ، وشغفهما بإصلاح الولد وإصلاح نفسهما ولم تتكرر شكوى الوالدين بعد ذلك من كذبه ، ولا من مشكلاته الأخرى .
ومن أنواع الكذب الوقائى كذلك كذب الإخلاص أو الكذب الوقائى وفى هذه الحالة يكذب الطفل عادة على أصحاب السلطة عليه مالآباء أو المدرسين ، ليحمى أخاه أو زميله من عقوبة قد توقع عليه ، ويلاحظ هذا في مدارس البنين أكثر منه في مدارس البنات ، وفى المدارس الثانوية أكثر منه في المدارس الإبتدائية . ذلك لأن الكذب الوقائى مظهر من مظاهر الولاء للجماعة ، والولاء للجماعة يقوى في دور المراهقة ، ويكون عادة عند البنين اكثر تبكيراً منه عند البنات .
كذب التقليد :
وكثيراً ما يكذب الطفل تقليداً لوالديه ، ولمن حوله . إذ يلاحظ في حالات كثرة أن الوالدين نفسيهما يكذب الواحد منهما على الآخر مثلا فتتكون في الأولاد خصلة الكذب . وفى إحدى الحالات كان من شكاوى الوالدين كذب الطفل ، وأتضح أن أمه كانت توهمه بأنها تريد أن يصحبها للنزهة ، ثم يكتشف أنه يؤخذ للطبيب . وأن والديه يخرجان ليلاً ويتركانه بعد أن يوهماه بأنهما ناما معه في المنزل .
الكذب العنادى :
وأحيانا يكذب الطفل المجرد السرور الناشىء من تحديد السلطة ، خصوصا إن كانت شديدة الرقابة وتضغط قليلة الحنو . وقد أشار " توم " إلى حالة تبول لا إرادى وكانت الأم من النوع الشديد الجاف ، فكانت قتول للطفل إنه لا يجوز له أن يشرب قبل النوم . ولكن الولد رغبة في المساندة فكر في أن يقول إنه لا دب أن يغسل وجهه قبل النوم . وعند غسله وجهه يشرب كميات من الماء ، وأمه واقفة إلى جانبه دون أن تتمكن من ملاحظة ذلك . وكان الولد يستق لذة كبيرة في إستغلال غفلة أمه على الرغم من تشددها في الرقابة .
الكذب المرضى المزمن
وأحيانا يصل الكذب عند الشخص إلى حد أن يكثر منه ، ويصدر عنه أحيانا على الرغم من إرادته . وهذا نلاحظه في حالة الكذب الأدعائى ، لأن الشعور بالنقص يكون مكبوتاً، ويصبح الدافع للكذب دافعاً لا شعورياً ، خارجاً عن إرادة الشخص وحالات الكذب المزمن معروفة في كل زمان ومكان .
لتأخذ حالة توضح هذا النوع وهى حالة لولد أرسل بتهمة التشرد ، وجمع أعقاب اللفائف . والولد عمره 11 سنة ، وقال أن والدته ماتت وهو في الثانية من عمره وأبوم مات وهو في التاسعة والنصف ، وأن والده كان مزارعاً صغيراً في " شبي الكوم " وليس له أخوة ، ذكوراً كانوا أو أنثاً ، وقال أنه هو ووالده كان يعيشان وقد مات أبوه منتحراً بإحراق نفسه في الحقل ، ولم يترك سوى ( قفطان ) به 178 قرشاً . وأصبح الولد وحيداً فأخذ المبلغ وذهب إلى شبين الكوم . ووجد صاحب سيارات أسمه ( حسن عويضة ) فأخذ وعطف عليه ، وكان يستصحبه معه من " شبي الكوم " إلى" الإسكندرية" ليعمل لكسب رزقه . وبالفعل أمكنه أن يعمل كصبى كواء تابع للجمرك ، ثم خرج من الإسكندرية إلى القاهرة ماشيا على اٌلأقدام ، يستريح قليلاً في كل بلدة . وسبب حضوره إلى القاهرة أن يبحث عن عمه " سالم محمد سالم " الذى يعمل صانع أحذية في " عزبة الورد " في جهة " الشرابية " وعند وصوله إلى القاهرة نام الليلة الأولى في صندوق التليفونات العامة أمام قسم الآزبكية ، وأشتغل حمالاً في ميدان المحطة إلى أن قبض عليه وأحيل علينا لدراسته .
وضع الولد في أحد الملاجىء ، وكان يطلب التصريح له بزيارة عمه ، فيعد أول مرة خرج فيها للزيارة جاء شاب إلى الملجأ ، وقال أنه يريد أن يرى أخاه . وأتضح أنه أخ الولد الذى نحن بصده ، وأتضح أن الولد ليس مسلماً كما ادعى ،وأتضح ان والده ووالدته على قيد الحياة ، ان له أخوة كثيرين ، وأن شيئاً مما قصه علينا لم يحدث وأتضح كذلك أنه قبض عليه ثلاث مرات قبل ذلك ، وكانت يفلت في كل مرة بحيلة ويشكو أهله مر الشكووى من أكاذيبه التى لا تنقطع ، وقد تبين كذلك أن الولد هرب من المنزل عدة مرات وأتضح من البحث أن الوالدة مريضة من مدة كبيرة ، وهى مقيمة مع أهلها ببلدتهم بسبب مرضها ، وأن الوالد نجار عادى يكد طول يومه لبكسب قروشاً قليلة .
وللولد أخ أكبر عمره يزيد على عشرين عاماً ويعمل عند أحد صانعى الأحذية ، وهو ناجح في عمله ويتقاضى عليه أجراً طيباً . ويلى الأخ الأكبر أخت تقيم مع والدتها ببلدة أهلها ، ثم أخ يزيد على الولد الذى نحن بصدده بسنة واحدة فقط ، وهو في عمل ناجح يكسب منه رزقه . أما الولد نفسه فلم ينجح كثيراً ، وكان أخوة الأكبر يضربه ضرباً مبرحا .
ويلاحظ أن الوالد مشغول جداً ، والوالدة مريضة وبعيدة عن المنزل ، والأخ الأكبر في غاية القسوة على الولد ، ثم أن الولد أقل نجاحاً في حياته من أخبه الأكبر منه مباشرة ، ويلاحظ أن الولد بعدة بنتان ثم ولد يصغره بتسع سنوات ، ولذا فقد مركز الذكر الأخير مدة طويلة ، وما زالت بادية عليه آثار التدليل من أمه في حديثه يضاف إلى كل ذلك أنه فقد عطف أمه بمرضها وبعدها عنه.
لهذا كله يسهل تفسير هربه وكذبه ، ويسهل تفسير أنه في كذبه كان كمن يحقق رغباته في حلم ، فقضى على أخوته جميعاً ، وعلى والده ثم سافر وخاطر وعمل ونجح . وتنصل من والديه ومن دينهم ومن دينه ، ومن أخوته ، ولو أنه حاول أن يبرر مسلكه بعد ذلك بأن تغيير دينه لأجل إلا يضطهد في الملجأ وتدل الدلائل على أن هذا غير صحيح تماماً . لأنه إذا كان صحيحاً فكيف تفسر تكرر كذبه طول حياته وتحت ظروف غير التى ذكرناها . فالغلام مدفوع للكذب دفعاً قوياً بعوامل لا شعورية خارجة عن إرادته . وقد نصحنا بتوجيهه إلى ما يلائمه ، وإعطائه فرصة إثبات نفسه في ألعاب الملجأ وإشعاره بعطف شخص معين عليه . وقد تقدمت حالته كثيراً جداً .
بعض القواعد العامة :
أنتهينا من شرح أهم أنواع الكذب ، ويتبين في كل نوع ما يدفع عادة إليه ، ويلاحظ أن النوع الواحد لا يظهر غالباً قائماً بذاته فالخبر الكاذب قد يؤدى وظيفة وقائية عنادية في نفس الوقت . ويلاحظ كذلك أنه لا ترسل العيادة في الغالب حالة تكون الشكوى فيها من الكذب وحده ، وإنما يكون الكذب عادة عرضا إلى جانب الأعراض الأخرى كالسرقة أو شدة الحساسية أو الخوف أو ما يسبه ذلك والقاعدة الأولى للآباء والمدرسين هى أن يتبينوا إذا ما كذب الطفل بإن كان كذبه نادراً أم متكرراً ، وإن كان التكرراً فما نوعه وما الدافع إليه ؟ وأن يحجموا عن علاج الكذب في ذاته بالضرب ، أو الأنتهار أو السخرية أو التشهير أو غير ذلك . وإنما يعالجون الدوافع الأساسية التى دفعت إليه . ويغلب أن يكون العامل المهم في تكوينها هو بيئة الطفل ، كالوالدين أو المدرسين أو أصحاب السلطة على وجه العموم .
ويجب كذلك أن نتجنب الظروف التى تشجع على الكذب ، فمثلاً إذا كان لدينا طالب نعهد فيه هذه الخصلة ، فلا نجعله المصدر الوحيد للشهادة في حادثة ما لأن هذا يعطيه فرصة الأنطلاق عادة بالكذب ، وتثبيتها بالتكرار والتمرن . وزيادة على ذلك فلا يصح أن يعطى الكاذب فرصة الأفلات بكذبة دون أن نكشفه لأن النجاح في الأفلات بالكذب له لذة خاصة تشجع على تثبيته وأقترافه مرة أخرى ، بل وتشجع أيضاً على الأسترسال في سلسلة من الأكاذيب المقصودة التى تصدر عن نفس هادئة مطمئنة ، وإن أردت إلا يفلت الكاذب بكذبه فصلح نفسك أولاً بالأدلة القاطعة ولا تلصق به التهمة وأنت في شك ، لمجرد أن تعثر في حديثه مثلاً أو ظهرت عليه علامات أخرى للأضطراب في أثناء مناقشته . وعليك أن تأخذ أقواله بشىء من الثقة والتقدير ، وحاذر أن تظهر أمامه بمظهر الشك أو التردد سواء في حديثك أو حركاتك . يلاحظ كذلك أنه لا يجوز في الأحوال العادية إيقاع العقوبة على الطفل بعد إعترافه بذنبه ، فالأعتراف له قدسيته وله حرمته . ومن شان إيقاع العقاب على الطفل – بعد أن نحمله على قول الصدق والأعتراف ضد نفسه . أن يقلل من قيمة الصدق ومكانته في نظر الطفل . وعلى العموم فمن الخطأ الفاحش أن نعمد إلى إرغام الطفل على الأعتراف ، لأن الطفل الذى ياتى ذنباً ، كأن يسرق ، أو يخرب ، ينتظر منه عادة أن يكذب .
والواقع أن الكذب أسهل الذنوب أقترافاً وأولها حضوراً إلى ذهن الطفل ، والكذب كما نعلم يساعد على تغطية كثير من العيوب والذنوب . من هذا نشعر أن الطفل الذى يعترف بذنبه يمكن إصلاحه ، وأما من يصر على الإنكار فلا يجوز أن نبدأ بأستجوابه ، لأن هذا نتيجة الأسترسال في الكذب ، والتفنن فيه وما يجب على الآباء والمدرسين تذكره بأستمرار أن الطفل لا يسر بما عنده من أسرار إلا لأصدقائه وحبيه .
وأما أصحاب السلطة كأبيه وناظرة ومدرسيه فإنه يخاطبهم عادة بشىء من الحرص والخوف . فالأعتراف والصدق والصراحة كلها إمتيازات خاصة لا يحبوها الطفل إلا لأخلائه وخلصائه . ولا يتقدم بها إلا لمن تطمئن إليهم نفسه ونرى أن لضمان الصدق والصراحة ، يجب أن يحل التفاهم والأخذ والعطاء مقام القانون . والعطف والمحبة محل السلطة والشدة ، وأن نحجم عن العقوبات التى لا تتناسب مع الذنوب . وألا نوقع بعضها إلا إذا أدرك الطفل إدراكاّ تاما أنه أذنب . وإذا أقتنع بانه يستحق العقاب ، فالعقوبات التى تجرى على هذا المنوال تهدم الأغراض التى ترمى إليها ، فهى تفقد الطفل توازنه ، وشعوره بأمنه زسلامته في بيئته وتدفعه إلى تغليف نفسه بأغلفة الكذب والغش لوقاية نفسه من أصحاب السلطة . ومن البيئة المستبدة القاسية . فليفم المهيمنون على تربية الأطفال أن الكذب نوع من التكيف لبعض الخصائص في بعض البيئات ، وأهمها خصائص هؤلاء المهيمنين .
وإذا كان الأطفال يكذبون ، كما قلنا ، في أحيان كثيرة لتغطية نقص يشعرن به فعلينا أن نكثر لهم من الأسفار والرحلات ونواحى الميول والنشاطات والهوايات ، فكل هذه تعطى الطفل نواحى حقيقية يظهر فيها ويتحدث عنها . وفى حالة الخياليين البالغين ليس هناك ما يمنع من تشجيع الخيال عن طريق دراسة الشعر والأدب .
وأما في حالة الخياليين قبل المراهقة فلا ننصح – وفقا لرأى " بيروت Bart " بالقصص الخيالية الخرافية . ولا برؤية أغلب أشرطة الخيال ، وإنما بالأستزادة من الإنشاء الشفهى المبنى على المشاهدات الدقيقة والتفكير المنظم . وإذا علمنا أن قول الصدق يتطلب مقدرتين هما صحة الأدراك ودقة التعبير ، رأينا أنه في إمكاننا تدريب الطفل هاتين الناحيتين ، وهكذا يكون عن طريق اتباع المشاهدات ، والقياس ، والقيام بعمل التجارب وتدوين نتائج كل هذا بمنتهى الدقة . وينتهز المدرس هذه الفرصة لتعويد تلاميذه الدقة في الملاحظة والدقة في التعبير في جميع ضروب الحياة ، وبهذه الطرق يتعود التلميذ الصدق في صورة بسيطة ، وهى جعل القول مطابقاُ للواقع مع توفر النية . ومثل هذا يمكن أن يقوم الوالد بتدريب ولده عليه بسهولة .
يضاف إلى كل ما تقدم وجود إنصاف الكبار المحيطين بالطفل بالصدق بأنواعه فلا غش و كذب ولا تجسس و أختلاق أو أعذار ولا تفادى للمواقف . وكذلك يتحتم وجب أحترام لصدق وتقديره . ويجب إلا تلفظ بوعد للطفل إلا إذا كنت قادراً على تنفيذ بالفعل – متى وعدت – ممهما كلفك ذلك .
العوامل المدرسية التى تشجع على الكذب :
وألخص الآن بعض ما يشجع على الكذب في المدارس ، وأول ذلك العقوبات وما يصاحبها من شدة وصرامة . فهى تنفر التلميذ من المدرس وتدفعه إلى تغليف نفسه لوقايتها منه . ومن هذه العوامل الواجبات المنزلية التى تعطى جزافاً للطفل . فكل مدرس يعطى في المادة التلميذ واجباً بصرف النظر عما إعطاه مدرس آخر ، فيذهب التلميذ إلى منزله بعد اليوم المدرسى الطويل بكمية من العمل لا بد له من إنجازها في الجزء الصغير الباقى من النهار ، فيضطر التلميذ إلى طلب مساعدة شخص آخر ثم يقدم ما أنجز في اليوم التالى على أنه عمله الخاص ، وتبالغ بعض امدارس ، وحتى الرياض أحياناً في كمية ما يعطى للأطفال من واجبات . وعامل آخر هو عدم تناسب العمل الذى يكلف به الطفل مع مقدرته ، مما يضطر إلى إستعمال حيل للتخلص من الظهور بمظهر العجر . وكذلك عدم تناسب البيئة مع مستوى الطفل كوجود طفل صغير فقير في وسط غنى ، أو طفل غبر في وسط أذكياء .
ومن العوامل المهمة التى تدفع المدرسين لدفع التلاميذ لعمل ما لا يلائمهم من حيث الكم أو الكيف ضغط الأمتحانات وما أكتسبه من قوة وقدسية .
ومن اخطاء المدارس أحياناً عرض بعض الأعمال في المعارض على أنها من أعمال التلاميذ ، وتبرير ذلك بأن جزءاً منها من أعمال التلاميذ ، ويكون الواقع ان ما قام به التلاميذ من التفاهة بحيث لا يبرر عرضه على أنه من عملهم . والتلاميذ يشرعون عادة في قرارة أنفسهم بهذا ، ويتعودون الكذب والتساهل فيه في صميم نشاطهم المدرسى . وذلك عن طريق المثال والممارسة الذاتية .
المراجع :
1- عبد العزيز القوصى : ( 1975 ) اسس الصحة النفسية , مكتبة النهضة المصرية , القاهرة .
2- سعدية محمد بهادر : ( 1996 ) برامج اطفال ما قبل المدرسة , ط2 , الانجلو , القاهرة