مدرسة الثلاثين يوما في رمضان

[عبدالله العقول]

بسم الله الرحمن الرحيم



معجزة شبيهة بهذه المعجزة الإسلامية


التي تقضي أن يحذف من الإنسانية تاريخ البطن ثلاثين يوما


في كل سنة ليحل محله تاريخ النفس ؟!


فهذا الصوم أسلوب حياة تفرضه الشريعة ليتساوى الناس في بواطنهم


سواء من كان لديه قنطار ذهبا أم من كان يملك هكتار من ارض أم من كان معدما لا يملك


شيئا



إنه فرض الهي يروض النفس على الصبر ، وينمي فيها الإحساس بالآخرين ،


وحسبك به معلما يراد به أن الحياة الصحيحة تكون على أتمها حين تمتلئ


القلوب رحمة ، ويتساوى الناس شعورا وإحساسا ، لا حين يختلفون


وينازعون بإحساس الأهواء المتعددة فكفى به طريقة عملية لرسوخ فكرة


الخير والحق في النفس لا يأتي العلم ولا الفلسفة و لا البيان بأوجز وأكمل منها




إنه رمضان شهر لا يضارع فضلا ، وأيامه أكثر الأيام الأخرى بركة فهنيئا لمن


صامه وأحيا ليله صلاة ، وتلاوة للقرآن ، وأكرم به صائما بادر فيه بالأعمال الصالحة


ولله دره محسنا سارع إلى أخيه المحتاج فتصدق عليه من جوده قليلا كان أم كثيرا


لا يسأله : كم نسمه تعول ؟ ! ولا يحتقر من المعروف شيئا فمن أعطى صاعا قمحا


أو ثوب صوف أو تصدق بأقل من ذلك ولو بمتر قماشا أو حفنة تمر فإن الله يضاعف


الصدقات . ونعم اجر المحسنين .

ألا ما أعظمك شهرا ـ يا رمضان