يؤكد علماء النفس المعاصرون أن هناك فروقاً كبيرة في أنماط التعزيز والعقاب التي تمارسها الفئات الاجتماعية المختلفة. قامت فيشباخ (1973، ص 107) وأعوانها بدراسة شاملة لهذا الموضوع فطلبت من مجموعة من الأمهات من فئات اجتماعية مختلفة تعليم أبنائهن حل سلسلة من الألغاز. قيس التعزيز بتعداد العبارات الايجابية والسلبية التي تطلقها الأم خلال فترة الشرح دون أن تحسب العبارات الحيادية. شملت الملاحظات الايجابية عبارات مثل: "هذا صواب" ، "نعم"، و "جيد"، أما الملاحظات السلبية فشملت عبارات مثل: "ليس كذلك" ، و "هذا خطأ"، و "لا أرى ذلك".
أظهرت دراسة فيشباخ وأعوانها أن أمهات الطبقة الوسطى البيض أكثرن من استخدام عبارات التعزيز الايجابي بالمقارنة مع أندادهن من أمهات الطبقة الوسطى السود. أما الأمهات من الطبقة الدنيا السود والبيض فقد استخدمن القدر نفسه من عبارات التعزيز الايجابي. وقد استخدمت الأمهات السود من الطبقة الدنيا عبارات تعزيز سلبي أكثر من جميع الفئات. عمدت فيشباخ من أجل التحقق من صحة نتائج الدراسة الى سؤال أطفل مرحلة ما قبل المدرسة لتلك الأمهات أن يعلموا طفلاً أصغر منهم كيف يحل لغزاً بسيطاً، فحصلت الباحثة على النتائج نفسها.
تعتقد فيشباخ أن الأهل في الطبقة الدنيا يعانون، بسبب وضعهم المالي من الحرمان والمرض والضغوط العامة أكثر من الأهل في الطبقة المتوسطة. فأهل الطبقة الدنيا الذين يجهدون لتأمين لقمة العيش يتعرضون لضغوط يومية ومطالب لا تحل بالأهل في الطبقة المتوسطة. ونحن نتوقع، في ظل تلك الشروط، أن يكون الأهل في الطبقة الدنيا أقل تسامحاً وأكثر انتقاداً لأخطاء أولادهم من غيرهم، فالشروط الاقتصادية التي تعانيها الأسر في الطبقة الدنيا قد تدفع الأسر لاستخدام المزيد من التعزيز السلبي وذلك خلافاً لأسر الطبقة المتوسطة والعليا.