العودة   منتديات الشبول سات > منتديات الصحة والطب > منتدى الطب النبوي والتداوي بالاعشاب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2010, 09:34 PM   رقم المشاركة : 6
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي


وفي قوله صلى الله عليه وسلم : " لكل داء دواء" ، تقوية لنفس

المريض والطبيب ، وحث على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه ،
فإن المريض إذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله ، تعلق قلبه
بروح الرجاء ، وبردت عنده حرارة اليأس ، وانفتح له باب الرجاء ،
ومتى قويت نفسه انبعثت حرارته الغريزية ، وكان ذلك سببها
لقوة الأرواح الحيوانية والنفسانية والطبيعية ، ومتى قويت هذه
الأرواح ، قويت القوى التي هي حاملة لها ، فقهرت المرض ودفعته .


وكذلك الطبيب إذا علم أن لهذا الداء دواء أمكنه طلبه والتفتيش عليه .

وأمراض الأبدان على وزان أمراض القلوب ، وما جعل الله للقلب
مرضاً إلا جعل له شفاء بضده ، فإن علمه صاحب الداء واستعمله ،
وصادف داء قلبه ، أبرأه بإذن الله تعالى .



في هديه صلى الله عليه وسلم في الإحتماء من التخم ، والزيادة في
الأكل على قدر الحاجة ، والقانون الذي ينبغي مراعاته في الأكل والشرب

في المسند وغيره : عنه صلى الله عليه وسلم

أنه قال : " ما ملأ آدمي
وعاءً شراً من بطن ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بد فاعلاً ،
فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " .



الأمراض نوعان : أمراض مادية تكون عن زيادة مادة أفرطت في

البدن حتى أضرت بأفعاله الطبيعية ، وهي الأمراض الأكثرية ،
وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول ، والزيادة في القدر
الذي يحتاج إليه البدن ، وتناول الأغذية القليلة النفع ، البطيئة الهضم ،
والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة ، فإذا ملأ الآدمي بطنه
من هذه الأغذية ، واعتاد ذلك ، أورثته أمراضاً متنوعة ، منها بطيء الزوال
وسريعه ، فإذا توسط في الغذاء ، وتناول منه قدر الحاجة ، وكان معتدلاً في
كميته وكيفيته، كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير .



ومراتب الغذاء ثلاثة : أحدها : مرتبة الحاجة .

والثانية : مرتبة الكفاية .
والثالثة : مرتبة الفضلة . فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم : أنه يكفيه
لقيمات يقمن صلبه ، فلا تسقط قوته ، ولا تضف معها ، فإن تجاوزها ،
فليأكل في ثلث بطنه ، ويدع الثلث الآخر للماء ، والثالث للنفس ، وهذا
من أنفع ما للبدن والقلب ، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب ،
فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس ، وعرض له الكرب والتعب بحمله
بمنزلة حامل الحمل الثقيل ، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب ، وكسل
الجوارح عن الطاعات ، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع .
فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن .



هذا إذا كان دائماً أو أكثرياً . وأما إذا كان في الأحيان ، فلا بأس به ،

فقد شرب أبو هريرة بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم من اللبن ، حتى
قال : والذي بعثك بالحق ، لا أجد له مسلكاً . وأكل الصحابة
بحضرته مراراً حتى شبعوا .

والشبع المفرط يضعف القوى والبدن ، وإن أخصبه ، وإنما يقوى البدن

بحسب ما يقبل من الغذاء ، لا بحسب كثرته .

ولما كان في الإنسان جزء أرضي ، وجزء هوائي ، وجزء مائي ، قسم النبي

صلى الله عليه وسلم طعامه وشرابه ونفسه على الأجزاء الثلاثة .



فإن قيل : فأين حظ الجزء الناري ؟


قيل : هذه مسألة تكلم فيها الأطباء ، وقالوا : إن في البدن جزءاً

نارياً بالفعل ، وهو أحد أركانه واسطقساته .

ونازعهم في ذلك آخرون من العقلاء من الأطباء وغيرهم ، وقالوا : ليس

في البدن جزء ناري بالفعل ، واستدلوا بوجوه :

أحدها : أن ذلك الجزء الناري إما أن يدعى أنه نزل عن الأثير ،

واختلط بهذه الأجزاء المائية والأرضية ، أو يقال : إنه تولد فيها
وتكون ، والأول مستبعد لوجهين ، أحدهما : أن النار بالطبع صاعدة ،
فلو نزلت ، لكانت بقاسر من مركزها إلى هذا العالم . الثاني : أن تلك
الأجزاء النارية لا بد في نزولها أن تعبر على كرة الزمهرير التي هي في
غاية البرد ، ونحن نشاهد في هذا العالم أن النار العظيمة تنطفئ بالماء
القليل ، فتلك الأجزاء الصغيرة عند مرورها بكرة الزمهرير التي هي
في غاية البرد ، ونهاية العظم أولى بالانطفاء .



وأما الثاني : - وهو أن يقال : إنها تكونت ها هنا - فهو أبعد وأبعد ،

لأن الجسم الذي صار ناراً بعد أن لم يكن كذلك ، قد كان قبل صيرورته
إما أرضاً ، وإما ماء ، وإما هواء لانحصار الأركان في هذه الأربعة ،
وهذا الذي قد صار ناراً أولاً ، كان مختلطاً بأحد هذه الأجسام ،
ومتصلاً بها ، والجسم الذي لا يكون ناراً إذا اختلط بأجسام عظيمة
ليست بنار ولا واحد منها ، لا يكون مستعداً لأن ينقلب ناراً لأنه في
نفسه ليس بنار ، والأجسام المختلطة باردة ، فكيف يكون مستعداً لانقلابه ناراً ؟

فإن قلتم : لم لا تكون هناك أجزاء نارية تقلب هذه الأجسام ،

وتجعلها ناراً بسبب مخالطتها إياها ؟

قلنا : الكلام في حصول تلك الأجزاء النارية كالكلام في الأول ،

فإن قلتم : إنا نرى من رش الماء على النورة المطفأة تنفصل منها نار ،
وإذا وقع شعاع الشمس على البلورة ، ظهرت النار منها ، وإذا ضربنا
الحجر على الحديد ، ظهرت النار ، وكل هذه النارية حدثت عند الإختلاط ،
وذلك يبطل ما قررتموه في القسم الأول أيضاً .



قال المنكرون : نحن لا ننكر أن تكون المصاكة الشديدة محدثة للنار ،

كما في ضرب الحجارة على الحديد ، أو تكون قوة تسخين الشمس
محدثة للنار ، كما في البلورة ، لكنا نستبعد ذلك جداً في أجرام
النبات والحيوان ، إذ ليس في أجرامها من الإصطكاك ما يوجب
حدوث النار ، ولا فيها من الصفاء والصقال ما يبلغ إلى حد البلورة ،
كيف وشعاع الشمس يقع على ظاهرها ، فلا تتولد النار

البتة ، فالشعاع الذي يصل إلى باطنها كيف يولد النار ؟




الوجه الثاني : في أصل المسألة : أن الأطباء مجمعون على أن

الشراب العتيق في غاية السخونة بالطبع ، فلو كانت تلك السخونة
بسبب الأجزاء النارية ، لكانت محالاً إذ تلك الأجزاء النارية مع
حقارتها كيف يعقل بقاؤها في الأجزاء المائية الغالبة دهراً طويلاً ،
بحيث لا تنطفئ مع أنا نرى النار العظيمة تطفأ بالماء القليل .
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعرف من هنا باقة ال { mbc} الموضوع الشامل خالد الشبول منتدى الترددات والقنوات الفضائية 2 12-22-2011 02:10 PM
الموضوع الشامل للمضادات الحيوية محمد قطيش منتدى الطب العام والأسعافات الأولية 3 02-22-2011 04:26 PM
مقدمة عن تاريخ الطب النبوي عمر الهندي منتدى الطب النبوي والتداوي بالاعشاب 3 09-23-2010 02:13 PM
الطب النبوي سيف الدين منتدى الطب النبوي والتداوي بالاعشاب 3 09-09-2010 03:37 PM
الزنجبيل في الطب النبوي رامي السريحين منتدى الطب النبوي والتداوي بالاعشاب 6 09-01-2010 03:29 PM


الساعة الآن 10:54 AM
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.