إضطرابات القلق
الرهاب (الخوف) الاجتماعي
هو الشعور بالقلق والخوف من مواقف اجتماعية يواجه فيها الفرد أناس غير معروفين لديه، أو يكون محط أنظار وتركيز الآخرين (يشعر بأنه تحت المجهر وفي دائرة الضوء وكأن الكل ينظر إليه).
ليس وجود الآخرين هو الذي يخافه المريض أو أن يكون في دائرة اهتمامهم وانتباههم المباشر ولكن كيفية اعتقاد الآخرين به هو المهم, والأصح أنه ليس رأي الناس الذي يخافه ولكن ردود أفعاله العاطفية لأراء الآخرين سواء كانت أرائهم حقيقية أو خيالية. إن الإحساس المرتبك الخجل أو الشعور بالخزي أو الإهانة أو الرفض هو الذي يخافه.
كما أن المريض يدرك بأن هذا الخوف زائد أو غير مبرر.
إن التجنب والقلق المتوقع في المواقف الاجتماعية التي يخاف منها يؤثر بطريقة سلبية على أدائه الوظيفي أو الأكاديمي أو النشاطات الاجتماعية أو العلاقات مع الآخرين.
من المواقف التي تظهر فيها الأعراض:
• التحدث أمام مجموعة من الناس لم يعتد عليهم.
• المقابلات الشخصية.
• الامتحانات الشفوية.
• إلقاء كلمة أمام الطابور الصباحي المدرسي.
• التقدم للإمامة في الصلاة.
انتشار الرهاب الاجتماعي
إن نسبة حدوث الرهاب الاجتماعي تتراوح بين 1-2% من البالغين، وقد بينت الدراسات بأن النسبة متساوية في الرجال والنساء، ويحدث الرهاب عادة في أواخر فترة المراهقة ويستمر لفترات طويلة إذا لم يعالج،
ما هي أعراض الرهاب الاجتماعي؟
تشمل أعراض هذه الحالة المرضية كلا من:
اللعثمة في الكلام أو عدم القدرة على الكلام أحيانا.
احمرار الوجه.
ارتعاش الأطراف.
زيادة نبضات القلب.
التعرق وجفاف الحلق.
اضطرا بات معوية.
وقد لا ينام ولا يأكل المريض إذا علم بأنه سيتعرض لموقف يواجه فيه الآخرين.
هل يعتبر أي قلق عند مواجهة الآخرين هو خوف مرضي؟
الخوف هو فطرة في الناس لا يخلو منه إنسان في أي وقت من الأوقات بل هو قوة طبيعية لازمة للمحافظة على بقاء النوع الإنساني.
لكي نفرق بين الرهاب والخوف الطبيعي فان الخوف الطبيعي يكون انعكاس لموقف يثير الخوف عند الكثير من الناس، ولا يحدث أي استجابات مرضية فيما بعد، أما الرهاب فهو شعور شديد بالخوف من موقف لا يثير الخوف نفسه لدى أكثر الناس، وهذا ما يجعل المريض يشعر بالوحدة والخجل من نفسه ويتهم ذاته بالجبن، وضعف الثقة بالنفس والشخصية.
يعتبر الخوف البسيط قبل أي لقاء اجتماعي أمرا طبيعيا ومقبولا إلا أنه يصبح خوفا مرضيا إذا تعدى حده وأدى ذلك الشعور إلى إعاقة الفرد وعدم قدرته على القيام بواجباته الاجتماعية وقد يضطر مريض الرهاب الاجتماعي إلى برمجة حياته تبعا لمعاناته فتجده يحضر مبكرا إلى أي مناسبة اجتماعية كي يتخلف عن الدخول ومواجهة الجميع والسلام عليهم أو الحضور متأخرا جدا كما وأنه قبل حضوره أي مناسبة اجتماعية يسأل عن عدد الحضور، ومن هم، وهل يحتمل إن يضطر إلى الحديث أمامهم، وغير ذلك من الأسئلة التي يحتاط بها لنفسه كي لا يقع تحت مجهر النقد والملاحظة من قبل الآخرين, ويمكن أن يتدرج المرض فيفقد المريض الكثير من مهاراته وينطوي على نفسه لدرجة أنه يفقد القدرة على ممارسة الحياة الطبيعية.
ولتجنب الخوف والتغلب عليه يلجأ بعض المرضى إلى تعاطي الكحول أو المواد المنشطة وبهذا يكون قد خلق مشكلة جديدة تضاف إلى معاناته السابقة، وفي حالة تأخر المريض عن العلاج تزداد مخاوفه وانطوائيته ويمكن أن يصل إلى حالة اكتئاب شديد.
أسباب الرهاب الاجتماعي
1. أساليب التربية في الصغر التي لا تنمي الثقة بالنفس وتزرع الخوف من مواجهة الآخرين، فالحماية الزائدة والقسوة على الطفل كليهما تؤثر سلبا على نشأة الطفل، فالحماية الزائدة تحرم الطفل من فرصة تأكيد ذاته مع أقرانه بالاحتجاج اللفظي أو العلني، والقسوة على الطفل تجعله يميل إلى الخوف والإحجام وتفادي النقد والإحساس بالضعف، لهذا يجب أن ينتبه الآباء إلى الطرق السليمة في تعاملهم مع أطفالهم حتى تكون ثقتهم بأنفسهم عالية.
2. العامل الوراثي: وجد بأن الأقارب من الدرجة الأولى لمرض الرهاب الاجتماعي يصابون بهذا المرض أكثر بثلاث أضعاف من الناس العاديين ووجد أن نسبة إصابة التوائم المتشابهة بهذا المرض أعلى منها في التوائم غير المتشابهة.
3. العامل الكيميائي: وجد أن هناك زيادة في إفراز مادة الادرنالين في مرضى الرهاب الاجتماعي.
العلاج :
بعد التقييم النفسي للمريض وتشخيص الحالة يتم العلاج على شقين: الأول العلاج الدوائي باستخدام مضادات القلق والاكتئاب والشق الثاني فيعتمد على العلاج النفسي والذي يتضمن:
o توعية المريض بمرضه عن طريق تعريفه بالقلق وكيف يؤثر عليه، بحيث يستطيع فهم حالته بالتدريج وتحديد الأفكار التي تزيد من المرض.
o إكساب المريض مهارات تساعده على مواجهة المواقف المثيرة للخوف.
o العلاج السلوكي المعرفي حيث يتعلم المريض من خلاله سبل الاسترخاء والتدرج في مواجهة المواقف. أما العلاج المعرفي فهو تصحيح للأفكار السلبية المثيرة للخوف وتكمن هذه الأفكار في أمرين:
- تضخيم درجة انتباه الناس وتركيزهم عليه.
- تشوه الأفكار عن كيفية تقييم الناس له ولسلوكه(التقييم غير الدقيق لقدراته وإنجازاته).
وقد أثبتت الدراسات بأن المزج بين العلاج الدوائي والعلاج النفسى تعطى نتائج أأأفضل
تحياتى
ودعواتكم