العودة   منتديات الشبول سات > منتديات الصحة والطب > قسم الدراسات الطبية وعلم النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-04-2010, 12:53 PM
الصورة الرمزية منير مقدادي
منير مقدادي منير مقدادي غير متواجد حالياً
مشرف القسم النفسي
 




معدل تقييم المستوى: 14 منير مقدادي على طريق التميز
افتراضي صفات الشخصية



تشمل الفروق بين الجنسين كثيراً من جوانب السلوك وتعكس تبايناً واضحاً في صفات الشخصيتين الذكرية والأنثوية. لا شك أن التباين في صفات الشخصية بين الجنسين يرتبط ارتباطاً بالبيئة الاجتماعية. لذلك سندرس، بهدف الكشف عن الفروق الجنسية في صفات الشخصية، أثر تلك الفروق في استقلالية الإدراك واللعب والعدوانية.
وعرفت استقلالية الحقل الإدراكي بالميل لتوجيه الفرد لمحيطه المباشر في إطار دلائل تنبع من داخله، أما اتكالية الحقل الإدراكي فتعرف بالميل لاستخدام الدلائل الخارجية لتوجيه المحيط المباشر للفرد. يكون الطفل الذي ينتظر توجيهات اقرانه أو الراشدين ليؤدي عملاً ما اتكالي الإدراك، خلافاً لنظيره الذي يقوّم الموقف ويفعل ويقرر ما يراه ملائماً فهو استقلالي الإدراك. والاستقلالية والاتكالية، سمتان بارزتان في الشخصية البشرية تؤثران في الكثير من ضروب سلوك الفرد.
وضعت روائز النمط الإدراكي بالأصل للراشدين، إلا أن المحاولات الأخيرة توجهت نحو تصميم روائز لقياس تلك السمة لدى الأطفال، فوضعت روائز الأشكال المخفية لأطفال ما قبل المدرسة. تتطلب تلك الروائز من الطفل أن يجد شكلاص بسيطاً مخيفاً في شكل معقد. يفترض ان استقلالي النمط الإدراكي من الأطفال أقل ميلاً من اتكالي النمط الإدراكي للانزعاج من المهمة أو لتسليم ذواتهم للتضليل الإدراكي في الشكل المعقد. وجد، بنتيجة الروز، أن صبيان الرابعة الخامسة أميل الى استقلالية النمط الإرداكي من بنات تلك السن. ترجع الفروق المذكورة الى القوالب الفكرية السائدة والمحددة لدور الأنثى في المجتمع. يشير ميل بنات ما قبل المدرسة للاتكالية وصبيانها للاستقلالية الى أن السمة المذكورة نتاج ضرب من التعلم الشرطي المعزز.
كان أريكسون أول من لاحظ فروق الصبيان على البنات في مجال اللعب. أكد أريكسون ميل البنات للعب في الساحات الداخلية المكشوفة، إذ وضعن تصاميم تشاهب العرضات الداخلية للبيوت العربية المعروفة، أما الصبيان فكانت أبنيتهم قلاعاً وممرات متعرجة. وخاف الصبيان من تحطم قلاعهم، أما البنات فكن يخشين اجتياح الحرمة الداخلية لابنيتهن. تبدو الرمزية الجنسية في الفعاليات المشار اليها في غاية الوضوح. أما الشيء الغامض فهو أصل تلك الرمزية وسبب الفروق فيها. وفي محاولة للإجابة على هذا السؤال ، وتفسير الفروق القائمة بين الجنسين في مجال اللعب افترض بعض الباحثين خضوع اللعب عند الأطفال لإشراط اجتماعي معزز. فالمألوف أن تعطى البنات دمى وأشياء نسائية ويشجعن على اللعب بها، خلافاً للصبيان الذين توفر لهم مواد البناء والعربات والسيارات والمعاول والرفوش ويشجعون على اللعب بها. لم يلق التفسير المذكور قبولاً لدى غرامر وهوغان اللذين قدما رداً شاملاً ضد نظرية التعلم التي اقترحها أريكسون لتفسير تلك الفروق، وأكدا أن لعب الأطفال يعكس مواضيع أساسية ترتبط بفروق البنى العضوية بين الجنسين. ربما كان بعض الحقيقة في كل من التفسيرين، إذ ربما توجه اختيار الأهل لألعاب أطفالهم بإدراكهم للفروق في بناهم الجسمية. وليس تشجيع الوالدين لأطفالهم للعب بالأشياء الملائمة لأجسامهم، إلا خضوعاً لمبدأ إدراك الفروق الجسمية ولكنه خضوع يؤمن بالتعلم الاجتماعي الاشراطي المعزز.
هناك فروق أخرى ترتبط بالفروق في لعب الجنسين وتتمثل بعدوانية كل من الصبيان والبنات. تظهر الفروق بين الجنسين في العدوانية باكراً في السنة الأولى ويبدي الصبيان نزعة للعدوان والاكتشاف أشد من نظيرتها لدى البنات. تتضح تلك الفروق وتشتد في مرحلة ما قبل المدرسة التي يهتم فيها الصبي بالأشياء خلافاً لاهتمام البنت الذي يدور حول الناس. تشير الدراسات المتعددة الى أن الصبيان يصرفون من وقتهم في العدوان ضعف الوقت الذي تصرفه البنات فيه، فإن اختلفت البنت مع أحد على أمر مالت الى الخضوع أو النزاع الكلامي ولا تحاول أن تتعارك من أجل ما تسميه حقها في الشيء، أما الصبيان فالعراك سبيلهم لإقرار منازعاتهم.
يتجلى التباين في صفات الشخصيتين الذكرية والأنثوية، أيضاً، في مجال التفاعل الاجتماعي. ففي مواقف المجابهة مع الوالدين أو أي شخص آخر، يسلك الصبيان والبنات بصورة جد مختلفة، فتبدو البنات خائفات مترددات وتبدين حركات في الوجه تنم عن التوجس في حين لا يبدي الصبيان خوفاً ملحوظاً في مثل تلك المواقف ويديرون رؤوسهم ووجوههم بعيداً عن مشهد المجابهة. إن التفاعل الاجتماعي لكل من الصبيان والبنات في غاية الاختلاف والتعقيد. يرجع هذا الاختلاف الى الاشراط الاجتماعي والقولبة الفكرية الاجتماعية والى فروق البنية الجسمية لدى الجنسين التي قد تؤدي الى استعداد العضوية للاستجابة لواحدة من الصيغ الاجتماعية دون الأخرى.
أخيراً ينمو وعي الطفل لدوره الجنسي وللقوالب الفكرية الاجتماعية حول الجنس بصورة جد مبكرة. ففي نهاية السنة الثالثة يعرف أغلب الصبيان والنبات المظاهر الرئيسة للقوالب الفكرية القبلية بصدد السلوك الجنسي. ويستطيع أطفال ما دون الثالثة التعرف على صور الثياب والدمى، والأدوات وتمييز ما يستخدمه الصبيان مما تستخدمه البنات.
- بنية الأسرة
تأخذ أنماط التفاعل بين الطفل ووالديه شكلها في بداية مرحلة ما قبل المدرسة ويكون لها أثر هام في نمو شخصية الناشئ. سوف نهتم هنا، بترتيب ولادة الطفل وبغيات الوالد، وذلك لأثرهما المؤكد والعميق في شخصية الطفل عندما يبلغ الرشد.
- ترتيب الولادة
تتوفر أدلة في غاية الأهمية تبين أن الأبن البكر يختلف بعدد من الصفات عن الطفل الأخير. ترتفع نقط البكر والوحيد في روائز التحصيل والذكاء عن نقط الطفل الأخير. وفي هذا الصدد نذكر أن كل الأمريكيين الذين استطاعوا الوصول الى القمر كانوا أبكار أسرهم. ولا يزال سبب تلك الظاهرة مجهولاً على الرغم مما قيل في إيضاحها. اختيرت في إحدى الدراسات ثلاث عينات ممن أخذوا رائز أهلية المعونة القومية. سحبت العينة الأولى عشوائياً من كل الذين أخذوا الرائز وسميت بالعينة المعيارية واختيرت العينة الثانية عشوائياً من المتفوقين في الرائز وشملت العينة الثالثة كل من أخذ الرائز نفسه في واحدة من السنوات الماضية. شمل الرائز خمسة مواضيع هي: استخدام اللغة والحساب والاجتماعيات ، والطبيعيات، المفردات. حصل الطفل البكر من العينات الثلاث المتحدر من أسرة صغيرة على أرفع النقط في حين حصل الولد الأخير المتحدر من أسرة كبيرة على أدنى النقط. وتفوق الابن البكر على كل الأولاد في المهارات الحسابية.
يقترح شاختر في محاولة لتعليل ظاهرة التفوق التحصيلي عند الأولاد البكر نظرية المقارنة الاجتماعية. إنه يرى أن الولد البكر يقيس نفسه في إطار تحصيل والديه، فيغدو قوي النزعة للتحصيل المدرسي بسبب ضخامة الهوة بينه وبين والديه، الأمر الذي يدفعه لسد الثغرة واللحاق بهم. يرى باحثون آخرون أن الأهل يعاملون الولد البكر بصورة مختلفة عن الصغير، فيلقون ضغوطاً ثقيلة على البكر ويتوقعون منه الكثير. لهذا يبدي البكر سعياً دائماً للتحصيل. إلا أن شاختر، مع تأكيد التفوق الدراسي للأولاد الأبكار، كشف الكثير من سمات الشخصية الاتكالية لديهم، ووجد أن المترددين على العيادات النفسية كان أكثرهم من نوع الطفل الأول أو الوحيد وأقلهم من الأطفال المتأخرين الذين يفضلوان أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم، وأن الأطفال المتأخرين في الترتيب أكثر ميلاً الى إدمان الخمور من المجموع العام للسكان، وأن الطيارين المقاتلين من الأطفال الأوائل أقل ممن عداهم شراسة في القتال. يضيف كيلي إن للترتيب الميلادي أثراً في تحديد نوع الراع على القوة عند الفرد،فالطفل الأول حين يصارع غيره على القوة لا يسلك سلوكاً من شأنه أن يؤدي الى خسارته لهم تماماً، على حين ان الطفل المتأخر يعنيه أن تكون له الغلبة، بصرف النظر عن نتائج الصراع في علاقته بالخصم.
أخيراً فإن البنات الأبكار اللواتي لهن أخوات أصغر منهن والصبيان الأبكار الذين لهم أخوة أصغر منهم يبدون درجة أقل من السعي الدائب للتحصيل والاتكالية التي تميز الأبناء الأبكار. ربما وجب على أي تعميم بصدد الولد البكر والأطفال المتأخرين في الترتيب الميلادي، أن يعدل ليأخذ بعين الاعتبار جنس الأشقاء في الأسرة، وفروق السن بينهم، وغير ذلك من العوامل. ففي الوقت نفسه الذي يبدي فيه غالبية الأطفال الأبكار التركيب الشاذ المكون من السعي الدائم للتحصيل والتعلق الشديد تبقى بقية الأشقاء والشقيقات في منأى عن تلك السمات وخاضعة لتأثيرات عديدة أخرى.
- غياب الوالد
درس غياب الوالد جيداً، لأنه افترض بأن وجود الوالد في البيت ضروري للنمو الطبيعي للأولاد وخاصة الصبيان منهم. وكما أشرنا سابقاً فإن الأثر الذي يتركه غياب الوالد عن البيت يتوقف على سن الطفل يوم يترك والده البيت، سواء أكان غياب الوالد دائماً أم مؤقتاً، وسواء رجع غيابه الى الطلاق أو الى الموت أو الى الاستقرار المالي للأسرة أو غيرها من الأسباب.
من الممتع في فحص بعض تلك العوامل مراجعة دراستين مقارنتين لأسر الملاحين في كل من النرويج وإيطاليا. أعطي الأولاد في كلا الدراستين دمى يلعبون بها، لتقويم سلوك الفحولة أو الأنوثة. واستجوبت الأمهات للغرض نفسه. أبدى أولاد البحارة النرويجيين الذين غاب والدهم عن البيت بالمقارنة بفئة ضابطة، تصرفات مفرطة في الفحولة وأنماط تعويضية، ومصاعب في التكيف مع الأقران. وذكرت الأمهات بأنهن أفرطن في وقاية الأولاد وأن لهن القليل من الاهتمامات خارج البيت. ولم تؤكد النتائج الت يحصلت من إعادة الدراسة على أبناء البحارة الإيطاليين نظيرتها لدى النرويجيين، فلم يختلف الصبيان في ذكورتهم عن الفئة الضابطة. وعلى النقيض من ذلك بدا أنا لنسوة اللواتي لم يغادر أزواجهن البيت قد أفرطن في وقاية أولادهن خلافاً للنسوة اللواتي غاب أزواجهن عن البيت. في كلا الحالين أرجع الباحثون سلوك الصبيان للأثر الذي يتركه غياب الوالد في الأم نفسها، وللسياق الاجتماعي لغياب الوالد وليس ليغاب الوالد بذاته، فالمجتمع الجنوي يخول المرأة قدراً كبيراً من الاستقلالية ويجعلها مسؤولة عن مالية الأسرة وإدراتها. إضافة لذلك فللأسرة الجنوية أسرة أعم تصل حتى الجد الثالث، وهذا ما يوسع نطاق العلاقات الاجتماعية لتلك الأسرة ويجعلها منفتحة. أما المرأة النرويجية فكانت أقل مسؤولية وأكثر اتكالية وأقل ميلاص من المرأة الايطالية للعمل خارج البيت. يعود السبب في ذلك الى أنه لم يكن للأسرة النرويجية أسرة أعم منها ولا أصدقاء كما هو الحال في الأسرة الجنوية. فمن المعقول للمرء أن يستنتج إذن، أن آثار غياب الوالد في الطفل يمكن التخفيف منها عن طريق الأم. ويتوقف الأمر على اتجاهات الأم وشخصيتها وسولكها.

 

 

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2010, 12:54 PM   رقم المشاركة : 2
عبدالله العقول
 
الصورة الرمزية عبدالله العقول






عبدالله العقول غير متواجد حالياً

عبدالله العقول سيصبح متميزا في وقت قريبعبدالله العقول سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

سلمت الايادي اخي الغالي على جديدك
والله يعطيك العافيه

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تجربتى الشخصية فى الصيانة Gudii Mohammed منتدى اعطال وصيانة الجوال 0 11-08-2016 05:54 PM
الشخصية منير مقدادي قسم الدراسات الطبية وعلم النفس 22 09-24-2010 02:42 PM
البطاقة الشخصية للشيطان......عدوك الاول رامي السريحين مواضيع وبرامج دينية عامة 4 08-28-2010 12:50 PM
هل تعرفون البطاقة الشخصية للشيطان ؟ عماد قطيش مواضيع وبرامج دينية عامة 3 04-27-2010 07:15 PM
أقوى مجموعة كتب فى تقوية الشخصية والثقة بالنفس... منيب الشبول منتدى الأبحاث والكتب والبرامج التعليمية 0 04-03-2010 04:10 PM


الساعة الآن 03:08 PM
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.