حماية الكلى من الصبغة الملونة في تصوير الأشعة ضرورية

[ابو فارس]

في دراسة ستنشر في عدد أكتوبر القادم من مجلة المجمع الأميركي لأمراض الكلى، يحذر الباحثون من كلية الطب بجامعة بيتسبيرغ في الولايات المتحدة من أن مجرد حصول تغير طفيف في وظائف الكلى نتيجة لاستخدام الصبغات الملونة عند إجراء التصوير بالأشعة للمرضى قد يرفع من معدل الوفيات بين المرضى. وهذا ما يفرض على الأطباء مزيداً من الحذر عند استخدامها وعلى المرضى اتباع التعليمات الطبية الهادفة إلى تخليص أجسامهم بسرعة منها. ولا يخفى على الكثير من المرضى تلك المعلومة التي يقولها لهم الأطباء بشكل روتيني عند إجراء تصوير الأشعة الملونة لأعضاء شتى من الجسم، وهي أن حقن هذه المواد الصابغة يُمكن أن يقلل من قدرات الكلى على أداء وظائفها في تنقية الدم، وينصحونهم ببعض الاحتياطات أهمها الإكثار من شرب الماء قبل وبعد إجراء الأشعة الملونة كي تتخلص الكلى منها ولا يصيبها الضرر جراء ذلك. وقام الباحثون بتحليل معلومات حوالي 11500مريض، ممن تم استخدام هذه الصبغات في قسطرة شرايين القلب لهم لتقويم مدى وجود أمراض لديهم فيها. وتتبع الباحثون التغير في نسبة مادة كرياتينين، احدى مؤشرات كفاءة عمل الكلى، قبل وبعد إجراء تصوير الشرايين بالقسطرة. والمعروف أن نسبة هذه المادة هي إحدى مؤشرات كفاءة عمل الكلى، والارتفاع فيها يعني نقصاً في إتمام الكلى لمهمة تنظيف الدم من المواد الضارة التي يجب تخليص الجسم منها.

وتبين لهم أنه كلما زادت نسبة التدهور في قدرة الكلى، كلما ارتفعت احتمالات الوفاة خلال الثلاثين يوماً التالية لإجراء القسطرة. وتحديداً فإن الارتفاع الواضح بنسبة ما بين 25 إلى 50% يُؤدي إلى ارتفاع الوفيات بنسبة 39%. لكن ما لاحظه الباحثون أيضاً هو أن حتى التدهور البسيط له تأثير في ارتفاع احتمال الوفاة. ويقول الدكتور ستيفن ويزبورد، الباحث الرئيس في الدراسة: إن دراستنا تُسهم في التعريف بأن التغيرات المبكرة في وظائف الكلى يجب أن تُثير انتباه الأطباء المعالجين إلى أن ثمة ما هو غير طبيعي يجري في الكلى. وهو ما يُساعد الأطباء على اتخاذ الإجراءات الطبية للحيلولة دون حصول المزيد من التدهور في قدرات الكلى.
* الأشعة الملونة والصبغة
* وتقول إصدارات المجمع الأميركي لتقنيات الأشعة الطبية بأن العظم يبدو واضحاً في صور الأشعة السينية، لكن المشكلة هي في الأعضاء الأخرى وأنسجتها الأقل كثافة، التي عادة ما تبدو باهتة وغير واضحة لدى محاولة تبين تفاصيلها أو أي أمراض تعتريها. ولذا فإن هناك أنواعاً عدة من الصبغات الملونة تُستخدم في تبين تفاصيل دقيقة لا تتمكن من تبينها بدقة كل من الأشعة السينية العادية أو الأشعة الطبقية بالكومبيوتر أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة فوق الصوتية. والصبغات هذه ليست مادة ملونة أسوة بالصبغات المستخدمة في تلوين الأثاث أو رسم اللوحات، فهي لا تلون أعضاء الجسم الداخلية، بل هي مواد تلحظها صور الأشعة بوضوح كما هو العظم مثلاً. ويتم إدخال الصبغات الملونة إلى الجسم عبر عدة منافذ، منها ما يتناوله الإنسان بالفم كشراب، أو في الحقن بالوريد، أو كحقنة شرجية. وبعد انتهاء الفحص فإن أجزاء من هذه المواد يمتصها الجسم ويتخلص عادة منها عبر البول من خلال الكلى أو عبر محتويات إخراج الجهاز الهضمي.
وهناك نوع من الحساسية لدى البعض عند التعرض لبعض هذه المواد، وهو ما يوجب الاحتياط ومتابعة الحالة لحين، والأهم ذكر الإنسان لطبيبه ما أحس به بعدها. كما أن بعضاً منها يؤثر على وظائف الكلى لدى البعض، خاصة منهم من تتدنى عندهم وظائف الكلى، وهو ما يوجب احتياطات خاصة أهمها تقليل الكمية المستخدمة منها والإكثار من تنقية الكلى من ترسبها عبر الإكثار من تناول السوائل، إضافة إلى تخفيف تركيزها أو استخدام أنواع لا تؤثر بدرجة قوية على الكلى، وإن كان على حساب وضوح الصور المطلوبة.
وأحد الأنواع المشهورة منها مادة كبريتات الباريوم، كالمستخدمة في الأشعة الملونة للمريء أو المعدة، حيث يشرب محلولها الأبيض بطعم الفانيليا الإنسان المُراد إجراء تصوير الأشعة لديه. كما وتُعطى نفس المادة كحقنة شرجية لتصوير القولون. وهناك نوع يحتوي على مادة اليود لتصوير المرارة والقنوات الصفراء أو الكبد أو الطحال أو الكلى أو المجاري البولية أو المثانة. وهو عبارة عن سائل شفاف يُعطى كحقنة في الوريد، وما قد يسبب حساسية للبعض أو قد يتعارض مع أدوية يتناولها البعض أيضاً. ومن الطبيعي أن يشعر البعض بحرارة تسري في عروق الجسم عند حقنها في الوريد أو الشعور بالغثيان، وهي ما يجب ذكرها للطبيب حتى يتم التعرف على وجود الحساسية من الصبغة أو أنها تفاعل طبيعي.

 

 

[اسامه النمراوي]

مشكور على المعلومات الرائعه