تعددت الآراء حول استخدامات المضادات الحيوية
هناك من يؤكد عدم تناولها إلاعند الضرورة
وآخرون يتناولونها بشكل عشوائي. ومع هذا
وذاك يجب استشارةالطبيب قبل تناولها لأن
الاستخدام الأمثل باتباع الإرشادات الطبية
السليمةيؤدي إلى نتائج إيجابية وفعالة.
أما إذا أسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى
أضرار بالغة لا يحمد عقباها
تلعب المضادات الحيوية دورا مهما في علاج
العديد من الأمراض، وهي سلاحذو حدين،
فإن استخدمت الاستخدام الأمثل باتباع إرشادات
الطبيب وتوجيهاتالصيدلي كان لها أثر
إيجابي وفعال، وإن استخدمت بطريقة عشوائية
وأسيءاستعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار
بالغة قد تودي بحياة المريض. وهناك اعتقاد
شائع بأن المضادات الحيوية يمكنها شفاء أي
التهاب، لذا تجد كثيرا من المرضىيلحون على
الطبيب أو الصيدلي في صرف مضاد حيوي
لعلاج علتهم ومن ثم يوصفالمضاد الحيوي
إرضاء لهم بدلا من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار
التي قد تنجم عنتعاطيه، أو عدم جدواه كأن
تكون معاناتهم من التهاب فيروسي، لا تؤثر فيه
المضادات كالرشح والأنفلونزا.
لمعرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض؟
الطبيب المختص هو الذي يملك القدرة على
معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرضوذلك
عن طريق أعراض المرض الظاهرة على المريض
(الطريق السريرية) أو من خلالأخذ عينة من الجزء
المصاب ومن الدم أو من البول وزراعتها
لمعرفة نوعالبكتيريا المسببة لهذا المرض
(الطرق المخبرية) وبناء على تشخيص
المرض يتمصرف الدواء المناسب.
وفي بعض أنواع البكتيريا التي اكتسبت مناعة
ضد مضاد حيوي معين لكثرةاستعماله يجري
فحص المناعة ومدى فعالية المضاد الحيوي
ضد هذه البكتيريا،ولهذا الغرض تزرع
البكتيريا المأخوذة من المريض في مزرعة
خاصة بها أقراصمختلفة الألوان وكل منها مشرب
بنوع معين من المضادات وبعد ترك المزرعة لمدة
معينة نلاحظ وجود هالة شفافة خالية من البكتيريا
حول كل قرص، والمضادالحيوي الأكثر تأثيرا
على البكتيريا هو الذي تتكون حوله الهالة
الشفافةالأكثر اتساعا.
ماذا عن أنواع المضادات الحيوية؟
يوجد في العصر الحالي أكثر من مائتي نوع
من المضادات الحيوية، ولكل نوعمنها
أسماء متعددة تختلف باختلاف الشركة
المصنعة للدواء ويتم تصنيعها علىشكل
أقراص أو كبسولات أو حقن وبعضها على
هيئة مساحيق أو مراهم جلدية أوكريمات
أو نقط للعين أو للأذن إلى غير ذلك من
الأشكال. وتختلف أنواعالمضادات الحيوية
باختلاف مدى تأثيرها على البكتيريا، فمن
الأدوية ما يكونفعالا بشكل رئيسي على
البكتيريا إيجابية الجرام، ومنها ما يكون
فعلا ضدالبكتيريا سالبة الجرام، والبعض
الآخر فعال ضد النوعين، ومنها ما يقتل
البكتيريا ومنها ما يمنع نموها.
كيف يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب للمريض؟
يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب
للمريض والجرعة الدوائية اللازمةوالشكل
الدوائي الملائم بناء على عدة عوامل، منها:
التشخيص السريري والمختبري: وذلك
لمعرفة نوع البكتيريا الغازية ومعرفة
المضاد الحيوي المناسب.
صفات المضاد الحيوي، يجب معرفة صفات
المضاد المختار من حيث:
تركيزه في الجسم لأن المضاد قد يكون فعالا
ضد بكتيريا معينة ولكن تركيزه فيالجسم
لا يصل إلى الحد المطلوب، وبالتالي
لا نحصل على النتيجة المرجوة.
طريقة طرحه من الجسم: فمثلا إذا كان
الجسم يتخلص من الدواء سريعا فهذايستدعي
إعطاءه على فترات متقاربة.
سمية الدواء وآثاره الجانبية: فينبغي الموازنة
بين أضرار الدواء ومنفعتهللمريض، فإذا
ترجحت المنفعة على الضرر فلا بأس
من صرفه للمريض.
كلفة الدواء: بعض المضادات الحيوية ذات
تكلفة عالية ولها بدائل أرخصومساوية لها
في التأثير وأحيانا قد تفوقها علاجيا.
عوامل تتعلق بالمريض ومنها:
العمر والجنس والوزن.
حالة أعضاء الجسم خاصة الكلية والكبد.
حالة الجهاز المناعي للمريض وخطر تفاعلات
الحساسية الناجمة عن استعمال بعضالمضادات الحيوية.
شدة العدوى.
إذا كانت المريضة حاملا أو مرضعا.
إذا كان المريض يعاني من أمراض أخرى
أو يتناول أدوية أخرى.
عادة ما يفضل صرف مضاد حيوي واحد
للقضاء للقضاء على البكتيريا، وذلك لعدةأسباب منها:
منع مقاومة البكتيريا لأنواع كثيرة من المضادات.
تقليل الآثار الجانبية التي قد تنجم عن استخدام
أكثر من نوع من المضادات.
تقليل التكلفة.
وفي حالات معينة يستلزم إعطاء المريض أكثر
من مضاد وذلك لأسباب منها:
زيادة فعالية الدواء في القضاء على البكتيريا.
تقليل الآثار الجانبية لبعض أنواع المضادات.
تقليل جرعة الدواء.
حالات الالتهابات الشديدة التي تهدد حياة المريض.
هل معظم الأدوية لها آثار جانبية؟
نعم معظم الأدوية التي يتعاطاها المريض
تسبب آثارا جانبية غير مرغوبة،بعضها
يكون أعراضا خفيفة لا تشكل خطرا على
المريض وبعضها قد يهدد حياته. والمضادات
الحيوية شأنها شأن باقي الأدوية قد ينجم عن
استعمالها آثارجانبية قد تكون خفيفة وقد
تكون شديدة وذلك لأسباب متعددة، منها ما
يحدثبسبب طبيعة جسم الإنسان، أو بسبب
خصائص الدواء، أو بسبب زيادة الجرعة
الدوائية الموصوفة، أو أحيانا عند استخدام
دواء آخر أو مع تناول أغذيةمعينة أو بسبب
عدم التشخيص السليم أو غيرها من الأسباب.
ما أكثر الآثار الجانبية للمضادات الحيوية شيوعا؟
- من أكثر الآثار الجانبية للمضادات الحيوية شيوعا:
ظهور حساسية لأجسام بعض المرضى عند
تناول نوعية من المضادات وخصوصا مجموعة
البنسلين، وتختلف درجة الخطورة من شخص
إلى آخر، فمنها ما هو قليل الخطورةمثل الإسهال
الخفيف والقيء والحرقان الخفيف في المعدة
أو طفح جلدي وهرش،ومنها ما هو أخطر من
ذلك مثل الإسهال الشديد أو صعوبة التنفس،
وفي هذهالحالة يجب على المريض التوقف
فورا عن أخذ الدواء والاتصال بالطبيبالمعالج.
قد تتسبب بعض أنواع المضادات الحيوية
خصوصا واسعة المدى - في قتل البكتيريا
النافعة الموجودة في الأمعاء بسبب عدم
اتباع الإرشادات الطبية واستخدامالدواء
لفترة طويلة مما يسهل إصابة الأمعاء بهجمات
بكتيرية ضارة تؤدي إلىعدوى جديدة
يصعب علاجها.
بعض المضادات الحيوية تستطيع عبور الحاجز
المشيمي وتصل إلى الجنين محدثةآثارا جانبية
بالغة على الجنين، وخصوصا في الأشهر الثلاثة
الأولى من الحمل،وكذلك بعض المضادات قد
تؤثر على الرضيع من خلال لبن الأم.
هل هناك أدوية معينة تؤثر على المضادات
الحيوية وتتأثر بها؟
نعم هناك بعض الأدوية التي تؤثر على
المضادات الحيوية وتتأثر بها إذا أخذتمعها
في الوقت نفسه، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
معظم المضادات الحيويةتؤثر على فعالية
حبوب منع الحمل إذا أخذت في الوقت نفسه
مما يؤدي إلىاحتمالية الحمل، لذا على
المرأة استخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل
بعد استشارةالطبيبة المعالجة. تتعارض
أغلب المضادات الحيوية بعضها مع
بعض في الوقتنفسه.
لذلك عند تناول المريض المضاد الحيوي
مع أدوية أخرى يجب إخبار الطبيب أوالصيدلي
بذلك، لأن تناول المريض أكثر من دواء في
الوقت نفسه قد يزيد فعاليةأو تأثير أحد الأدوية
على دواء آخر مؤديا إلى آثار جانبية خطيرة،
كما قديتسبب في إبطال أو تقليل فعالية الدواء
الآخر وقد يؤدي استعمال أكثر مندواء إلى
إنتاج مركب آخر له تأثيرات عكسية للدواء الأصلي.
هل سوء استعمال المضادات الحيوية يؤدي إلى
أن تكتسب البكتيريا مناعة ضدها؟
قد تكتسب البكتيريا مناعة ضد المضادات
الحيوية نتيجة لسوء الاستعمال، وذلكعند
الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية أو حينما
تعطي بجرعات غير مناسبة،أو تعطى بالقدر
المطلوب على فترات غير منتظمة بين الجرعات،
أو تعطي لمدةقصيرة غير كافية للعلاج. ومن
الأسباب كذلك الاستعمال غير الملائم للمضاداتفي
حالات لا تحتاج إلى معالجة بل تشفى ذاتيا،
ومناعة البكتيريا ضد المضاداتالحيوية قد
تكون طبيعية، حيث تخلق البكتيريا ولديها القدرة
على مقاومة بعضأنواع المضادات الحيوية أو
كلها، وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرقمختلفة.
ألا يوجد أدوية تستطيع أن تتخطى كل هذه المشاكل؟
بسبب مقاومة البكتيريا لمفعول المضادات الحيوية
يعكف العلماء على تطويرأدوية جديدة قادرة
على تخطي تلك المشاكل، ومن تلك البحوث ما
توصل إليهمجموعة من العلماء من نوع جديد
من الأدوية الذكية التي يمكن أن تكون بديلا
للمضادات الحيوية وتساعد على حل مقاومة
البكتيريا للأدوية. قام هؤلاءالعلماء بتصميم
مادة بيبتيد وهي جزء تفرزه النباتات والحيوانات
لمقاومةالعدوى، له خصائص مشابهة للمضادات
الحيوية، يقوم البيبتيد بعمل ثقوب فيغشاء
خلية البكتيريا مما يؤدي إلى قتلها. ومن
خصائص هذا الأسلوب الجديد فيالعلاج أن
البكتيريا لم تتعرف على ذلك التركيب من
قبل مما يصعب عليه مقاومةالمضاد الحيوي.
ماذا يفعل المريض إذا أحس بآثار جانبية غير طبيعية؟
عند إحساس المريض بآثار جانبية غير معتادة
بعد أخذ المضاد يجب إخبار الطبيبأو الصيدلي
فورا، وعدم إهمالها لأن بعض الآثار قد تكون
خطيرة على صحةالمريض، على المريض
التأكد من تاريخ الصلاحية للمضاد الحيوي
فتناول المضادبعد انتهاء تاريخ الصلاحية له
خطورة بالغة على صحة المريض، على
سبيل المثالأدوية التتراسيكلين تتحول بعد
انتهاء مدة الصلاحية إلى مادة سامة تسبب
إصابات خطيرة في الكلية، من الضروري
للحامل أو المرضع عند صرف المضاد
الحيوي إخبار الطبيبة أو الصيدلانية عن ذلك
حتى لا تعرض جنينها أو طفلهاإلى الأذى،
عند صرف المضاد على شكل كبسولات
فيجب بلعها كاملة وعدم فتحمحتوياتها
أو مضغها لأن هذا يؤثر على امتصاص الدواء
وعلى فعاليته. أغلبالمضادات الحيوية
الموصوفة للأطفال تكون على هيئة شراب أو
مسحوق يضاف إليهالماء ليصبح جاهزا للشرب،
مثل هذه الأدوية يجب حفظها في الثلاجة مع
ملاحظةأن مدة صلاحيتها لا تتعدى الأسبوعين.
تنبيهات مهمة
على المريض ألا يصر على الطبيب المعالج
أو الصيدلي لصرف المضاد الحيوي لأن
المضادات لا تستخدم إلا في حالة الالتهابات
البكتيرية فقط، وكثرة استخدامهالها
أضرار بالغة على صحة المريض.
على المريض أن يصغي جيدا للتوجيهات
أو التنبيهات التي يقدمها الطبيب أوالصيدلي
عند صرف المضاد الحيوي، ويتأكد من كيفية
أخذ الدواء وعدد المراتوالمدة وهل يؤخذ
قبل الأكل أو بعده.. وغيرها من التعليمات.
لا بد للمريض من إكمال المدة المحددة للعلاج،
ولا ينبغي إيقاف تناول العلاجعند تحسن
الحالة الصيحة، لأن ذلك يؤدي إلى ظهور
البكتيريا مرة أخرى وقدتكتسب مناعة من
المضاد بحيث لا تتأثر به مستقبلا مما
يؤدي إلى صعوبةالعلاج.
من الأفضل للمريض الذي يعالج المضاد
الحيوي ألا يعرض جلده لأشعة الشمس.
عند وجود حساسية سابقة من أحد المضادات
الحيوية يجب على المريض إخبارالطبيب
أو الصيدلي بذلك، ويجب عمل فحص للحساسية،
من هذا المضاد قبل تعاطيه،يجب عدم إعطاء
المضاد الحيوي لأي شخص آخر غير المريض،
وذلك لأن هذا الدواءفعال ضد بكتيريا معينة
وفي حالة خاصة، وقد لا يكون مناسبا
لحالة مريض آخر .
واخيراً اتمنى ان اكون وفقت في طرح الموضوع
مع خالص حبي وتقديري للجميع