بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا بكم أخوانى وأخواتى الأعزاء
أقدم لكم اليــــــــــوم
موضوع شامل عن الطنين والأذن الداخلية
Inner Ear, Tinnitus
الطنين هو إدراك الأصوات بالمخ أو الأذن, وفيه يدرك الشخص أصوات في غياب أصوات خارجية ويكون الإدراك ليس له علاقة بأي مصدر خارجي, والصوت الذي يسمعه المريض فقط يسمى الطنين الشخصاني subjective tinnitus بينما الأصوات التي يستطيع أن يسمعها الآخرين تسمى الطنين الموضوعي objective tinnitus, وتشير التقديرات إلى أن 10–15% من السكان يكون لديهم طنين, ونحو 85% من الأشخاص الذين يشكون من أعراض تتعلق بالأذن لديهم طنين, وكلا من البالغين والأطفال من الممكن أن يحدث لهم طنين, ويزيد حدوث الطنين مع التقدم بالعمر, ومع ذلك فإن التقارير تشير إلى أن معدلات حدوث الطنين بين الأطفال مرتفعة وتصل إلى 13%.
والعديد من الأشخاص يحدث لهم طنين بعد التعرض لأصوات إطلاق نار أو حفلة موسيقية صاخبة تستخدم فيها وسائل التضخيم الحديثة للأصوات, وهذا النوع من الطنين يمكن أن يكون مزعج ولكنه يشفى في العادة خلال ساعات, والطنين عرض وليس مرض ولذلك فهو يعكس وجود شذوذ كامن underlying abnormality, وعادة يكون الطنين مصحوب بفقدان سمع حسي عصبي sensorineural hearing loss, ومع ذلك يتم عمل فحص جيد لأنواع الطنين مثل الطنين النابض pulsatile tinnitus, والطنين مع دوار tinnitus with vertigo, والطنين المتذبذب fluctuating tinnitus,, أو الطنين أحادي الجانب unilateral tinnitus.
أنواع الطنين
- ينقسم الطنين في العديد من الحالات إلى نوعين, فالطنين إما أن يكون موضوعي (مسموع لكل شخص بما فيهم الشخص المصاب), أو أن يكون شخصاني (مسموع للمصاب فقط).
- الطنين الموضوعي يكون نادر نسبيا وهو الصوت الذي يتولد في مكان من الجسم (عادة في الأذن أو الرأس أو الرقبة ويكون له سبب عضلي أو وعائي, والطنين العضلي يلاحظ في العديد من الأمراض التنكسية degenerative diseases للرأس والرقبة والتي تشمل التصلب الجانبي الضموري والذي يتدهور فيه التحكم العصبي العضلي بعضلات الأذن كما يحدث من حين لآخر عند الأشخاص الذين لديهم إدراك حسي سليم, فإن وفقدان التحكم العصبي العضلي ينتج عنه رفرفة متكررة repetitive flutter أو رمع عضلي myoclonus إما للعضلة الركابية stapedius muscle أو العضلة الشادة الطبلية tensor tympani muscle وتكون النتيجة هي رفرفة ملحوظة ومسموعة مصدرها الأذن, ويكون تحلل العضلة الركابية أو الشادة الطبلية من خلال عمل شق بزل الطبلة tympanotomy incision ناجح في تخفيف الأعراض في هذه الحالات ومع ذلك يعطي انتباه إلى الأذن بالجانب الآخر حيث أن المشكلة في غالبية الحالات تكون على الجانبين بينما يكون الانتباه متجه إلى الناحية التي فيها الصوت أكثر ارتفاع أو علو, وعند وجود المشكلة أيضا على الجانب الآخر يجب قطع كلا من العضلتين في نفس الوقت لتكون هذه الحالة واحدة من حالات الأذن التي يوضع ضمن الاعتبار فيها عمل تدخل جراحي على الجانبين في نفس الوقت, لتكون مخاطر التخدير أقل وكذلك المشاكل اللوجستية (إمدادية) logistic problems المتعلقة بالمريض الذي يكون عادة لديه قلق.
الرمع العضلي الحنكي palatal myoclonus يكون نادر الحدوث كسبب لطنين القلقلة clicking tinnitus الذي تحدثه العضلات وهو ينتج عن التفريغ النظمي rhythmic discharge من النواة الزيتونية السفلية inferior olivary nucleus نتيجة إصابة بجذع المخ في مثلث جيليان - مورالت Guillain-Mollaret وتكون الإصابة عادة بسبب سكتة دماغية stroke, أو كدمة, أو التهاب المخ encephalitis, أو التصلب العصبي المتعدد multiple sclerosis أو مرض تنكسي degenerative disease
.................................................. ...........................
الاضطرابات الأخرى تلاحظ عند وجود انحراف أو شذوذ بالشريان السباتي فقد يتوسع الشريان السباتي مع تقدم الشخص بالعمر أو بسبب تدخل جراحي بالشريان السباتي, وتكون النتيجة هي وجود الشريان السباتي كشريان متعرج tortuous بالرقبة حتى يصل إلى المخ وهذا التعرج يسبب تدفق مضطرب للدم والذي يمكن للطبيب أثناء الفحص أن يسمعه مع كل دقة قلبية, وبالمثل يمكن للبصلة الوداجية jugular bulb والوريد الوداجي jugular vein أن يسبب نوع من الطنين والتي يميزها همهمة وريدية venous hum والتي يصفها المريض في أغلب الأحيان كاهتزاز أو صوت منخفض وهذه الأصوات تبدو أكثر انتشار, وقد تم وصف العديد من التدخلات الجراحية لعلاج طنين الهمهمة الوريدية, وطنين الشريان السباتي, وكل هذه الجراحات كانت ناجحة في علاج الطنين في البداية ولكن مع تحكم محدود في الأعراض على المدى الطويل.
- من الناحية السريرية يكون الطنين الشخصاني هو إدراك صوت مع غياب التنبيه السمعي, وبتعبير آخر فإن الطنين يكون نتيجة استجابة المخ في غياب تنبيه طرفي سمعي (القوقعة), وعند الأشخاص الذين لديهم سمع سليم يوجد أمر لتعيين التوضع السمعي من القوقعة من خلال المخ المتوسط إلى القشرة السمعية بالمخ auditory cortex, وعند تحطم منطقة من القوقعة فإن الجزء من طبقة القشرة وتحت القشرة يتكيف مع هذا النقص المزمن ويتم تبديل نظام التوضع السمعي, والمنطقة من القشرة السمعية بالمخ المتعلقة بمنطقة التلف من القوقعة تسمى منطقة إسقاط التلف lesion projection zone والتي يحدث فيها تغيرين بالعصبونات الأول هو زيادة بمعدل إطلاق الإشارات العصبية والثاني هو زيادة في تمثيل التردد بالعصبونات بمحيط هذه المنطقة من القشرة السمعية.
- أحد طرق قياس الطنين هو مجاراة الطنين لنغمة ممثلة للمريض في غرفة معالجة الأصوات باستخدام مقياس السمع audiometer, وهذه الطريقة تستخدم لقياس الطنين وإعادة تقييم الأعراض قبل وأثناء وبعد العلاج.
.................................................. .........................................
الأعراض والعلامات
- يكون الهدف من التاريخ المرضي هو معرفة السبب التحتي للطنين, والعديد من الحالات يصعب معرفة سببها, كما يخفي التفاصيل عدة عوامل تكون موجودة بعد نشأة الطنين, كما أن المريض يصر على أن العديد من التفاصيل يكون له علاقة بالطنين.
- معظم حالات الطنين يكون لها ارتباط بفقدان السمع ولذلك فإن الأسئلة الموجهة من الطبيب الفاحص لحالة المريض يتجه بعضها للكشف عن وجود فقدان بالسمع ونشأته ومدته وشدته, وللكشف أيضا عن وجود دوار vertigo, أو ألم بالأذن otalgia, أو ثر أذني otorrhea, أو مرض بالمفصل الصدغي الفكي temporomandibular joint قد يكون له علاقة بالطنين.
- العديد من الوصفات الطبية والأدوية التي تباع بدون وصفة طبية من الممكن أن تسبب طنين أو تزيد من الطنين, فالأسبرين والأدوية التي تحتوي على الأسبرين تسبب طنين عند بعض الأشخاص, كما يكون الطنين أحد التأثيرات الجانبية للأدوية المضادة للالتهاب غير الاستيرويدية nonsteroidal anti-inflammatory drugs, كما قد تسبب الطنين مدرات البول مثل الفيروسيميد furosemide, وقد يكون الطنين بسبب هذه الأدوية قابل للتراجع كما قد يكون دائم عند استخدام بعضها وخاصة عند استخدام العلاج الكيميائي السام للأذن ototoxic chemotherapeutic agents مثل مركبات البلاتين المختلفة.
- أحد أهداف التاريخ المرضي تكون استبعاد أي سبب للطنين يهدد حياة المريض فالطنين النابض والطنين أحادي الجانب يقترح احتمال وجود ورم كبي glomus tumor أو ورم بالزاوية المخيخية الجسرية cerebellopontine angle tumor وبالرغم من أن العديد من هذه الأورام تكون طبيعته وعائية فقد يكون مسموع للطبيب أثناء فحص المريض ولكن الغالبية تكون غير مسموعة للطبيب وتكون مسموعة فقط للمريض.
- الطنين المتذبذب, والطنين المصحوب بدوخة, والدوخة وفقدان السمع قد تقترح احتمال وجود مرض مينير Ménière disease.
- لأن الطنين يكون مصحوب في غالبية الحالات باكتئاب فإنه يجب تقييم الحالة العقلية للمريض كجزء هام من التاريخ المرضي.
- فحص الأذن والرأس والرقبة والجذع للتعرف على العلامات المرضية التي قد يكون لها علاقة بالطنين, ويشمل الفحص سماع الأصوات على الرقبة, مثل اللغط الذي قد ينتقل بطول الشريان السباتي, والهمهمة الوريدية والتي قد تنتقل بطول الوريد الوداجي, كما يكون السماع حول الرأس لاستبعاد وجود تشوهات شريانية وريدية, أو مرض بادجيت Paget disease والتي تساهم في حالات نادرة بالتسبب في حدوث طنين.
- يجب التأكد من تنظيف قناة الأذن من شمع الأذن (الذي يكون سبب للطنين في الكثير من الحالات).
- قد يكشف الفحص الطبي عن أسباب للطنين مثل تصلب الأذن otosclerosis ويساعد مجهر الأذن في اكتشاف وجود مثل هذه الحالة, كما يفحص غشاء الطبلة لاستبعاد وجود عدوى أو سائل خلف طبلة الأذن حيث أن هذه الحالات قد تساهم في التسبب في حدوث الطنين.
- تفحص الأذن لاستبعاد وجود أورام كبية كما تستخدم الشوكة الرنانة لتقييم السمع قبل الحصول على البيانات السمعية.
الفحوص
- اختبارات السمع.
- تقييم للطنين.
- صورة الدم الكاملة.
- عمل فحوص الدم للزهري.
- فحص الأجسام المضادة للنواة.
- سرعة الترسيب.
- عامل الروماتويد.
- فحص هرمونات الغدة الدرقية.
- أشعة الرنين المغناطيسي في حالات الطنين النابض.
- أشعة مقطعية للعظم الصدغي.
العلاج
- بالرغم من أن الطنين ليس مرض جراحي إلا أن الطنين الناتج عن مرض بالأذن يستجيب عادة لعلاج هذا المرض بالجراحة وتشمل هذه الحالات الورم الكبي, ورتج الجيب السيني, والتشوهات الشريانية الوريدية, وفقدان السمع التوصيلي.
- عند إزالة الأورام السمعية acoustic tumors بالجراحة فإن 50% من حالات الطنين تتحسن بينما تظل 50% من الحالات دون تحسن.
- الناسور الشرياني الوريدي بالأم الجافية يمكن علاجه بالإصمام.
- التوسعات الشريانية aneurysms تعالج بالجراحة.
- عند وجود همهمة وريدية يكون العلاج من خلال المشورة الطبية والطمأنة, وقد تشفى الأعراض عند ربط الوريد أو التشوهات الشريانية الوريدية.
- علاج مرض مينير يساعد في شفاء الطنين.
- التدخل الجراحي في حالات تحويلة اللمف الجواني endolymphatic shunt, وقطع العصب, واستئصال التيه labyrinthectomy, وحقن مضادات حيوية سامة للأذن تسبب راحة عند 40–80% من المرضى, وإعطاء الجنتاميسين gentamicin أو الكورتيكوستيرويد corticosteroid يسبب ارتياح مؤقت أو دائم عند المرضى.
- التنبيه الكهربي electrical stimulation للأذن الداخلية يسبب ارتياح عند نحو 80% من المرضى.
- الارتجاع البيولوجي biofeedback والذي يهدف إلى التقليل من الضغوط والقلق- ويتعلم فيه المريض أن يسترخي من ضغوط الحياة في جلسات أسبوعية على مدى شهور - يحدث تحسن.
- يحتاج المريض للاطمئنان إلى أن الطنين ليس بسبب سرطان أو ورم خبيث بالمخ, ويتم ذلك من خلال المشورات الطبية والطمأنة.
- يحتاج مريض الطنين للشعور أنه ليس وحده ويمكن معالجة هذا الشعور من خلال مجموعات الدعم, والمشاركة في جلسات جماعية يقدم فيها النصائح الطبية.
- العلاج الطبي للاكتئاب يستفيد منه نحو 80% من المرضى ويمكن فيه استخدام مضادات الاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية Selective serotonin reuptake inhibitors.
- يتحسن نحو 50% من مرضي الطنين عند تصحيح فقدان السمع باستخدام سماعات الأذن.
- استخدام مستحضر جنكو بيلوبا Ginkgo biloba الذي يحسن من تدفق الدم بالمخ ويعمل كمضاد قوي للأكسدة يحسن من الطنين ويكون التحسن ملحوظ بعد 12 أسبوع من بداية استعمال المستحضر, ويجب فحص الدم عند استعماله أكثر من 4 أسابيع وذلك لتأثيره على تجمع الصفيحات الدموية.
- نحو 50% من مرضى الطنين يتحسنون عند تناول مستحضر النياسين Niacin.
- يتحسن بعض مرضى الطنين عند تناول علاج من الفيتامينات ومضادات الأكسدة.
- بعض مرضى الطنين يذكرون أنهم قد حدث لهم تحسن مع العلاج بالوخز الإبري acupuncture