قسم المؤلف الكتاب الى عشرة كتب صغيرة الأول: كتاب السلطان، ويتناول: السلطان وسيرته وسياسته، واختيار العمال، وصحبة السلطان وآدابها، والمشاورة والرأي، والسر وكتمانه واعلانه، والكتابة والكتاب والأحكام والتلطف.
وهذا الكتاب الجامع لشتى العلوم، أملته طبيعتان: طبيعة العصر وطبيعة المؤلف، فلقد كان العصر جامعا لعلوم مختلفة وثقافات متعددة، فاذا بذلك معترك يشارك فيه الكثير من مختلف الطبقات والثقافات والأجناس.
ويعد «ابن قتيبة» في كتابه «عيون الاخبار» الاول من نوعه الذي التزم اسلوبا جديدا من حيث الاختيار، ثم التبويب ثم الترتيب، وكان صاحب رسالة في تأليفه هذا الكتاب، فلقد كان حريصا على ان يجمع للمتعلم المتأدب، هذا العلم وذاك الادب.
والكتاب ثمرة جهد طويل، وحين اجتمعت له تلك الحصيلة الكبيرة من اخبار واشعار، اخذ في تقسيمها وتصنيفها، ليكون في اختياراته وتبويبه ثم بفهرسته، مبتدعا قريبا فيما ابتدع من اصحاب المدرسة الحديثة وبذلك يكون كتاب «عيون الاخبار» جامعا لقاح العقول، ونتاج افكار الحكماء ونبذة الاشياء وحيلة الادب.
ثم هو قد اودعه كما يقول: طرقا من محاسن كلام الزهاد في الدنيا، كما انه لم يخل من نادرة طريفة، وفطنة لطيفة حتي لا يشعر القارئ بالتعب ويعرض عن الكتاب
انقر على الصوره