العودة   منتديات الشبول سات > المنتديات العامة والمنوعة > منتدى المواضيع العامة والمنوعات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-19-2025, 09:12 AM
الصورة الرمزية zoro 1
zoro 1 zoro 1 غير متواجد حالياً
 




معدل تقييم المستوى: 84 zoro 1 على طريق التميز
افتراضي بناء الانسان بالتواصل الاجتماعى .

لنُعِد للأدوار معناها، وللتربية هيبتها، وللمعلم مكانته،
علّنا نحمي إنسان المستقبل من هشاشة الحاضر


في زحمة التحولات الاجتماعية وتحديات التربية، يبرز أمامنا مشهدٌ مقلق: أمٌّ تحمل عبء التوجيه دون تأهيل، ومعلمٌ يدخل الميدان دون أدواته، وطفلٌ هشّ في عالمٍ يزداد قسوةً يوماً بعد يوم. ما نعيشه اليوم ليس سوى نتيجة طبيعية لفقرٍ واضح في التأهيل، وعشوائيةٍ فادحة في توزيع الأدوار.

كيف لنا أن نضع منهاجًا نطمح من خلاله إلى بناء أجيال واعية، بينما المعلم، حجر الزاوية في العملية التعليمية، يقف بلا دعم، بلا تدريب، بلا رؤية؟ المعلم ليس ناقلَ معرفةٍ فحسب، بل هو مهندسُ الوعي، وباني القيم، ومن دون تأهيله نخسر بوصلة التوجيه، ونترك أبناءنا في مهبّ الاجتهادات الفردية، التي كثيرًا ما تكون ضحلة، أو مشوشة.

ولا تقف المسألة عند حدود المدرسة فقط، بل تمتد إلى البيت، حيث تُركت الأم لتكون "معلمة المنزل" الأولى، بلا دليل ولا تدريب، تواجه ضغوطًا اجتماعية واقتصادية ونفسية، وتعوَّل عليها مسؤوليات جسيمة، بينما تفتقر إلى أبسط أدوات التأهيل التربوي.

وفي ظل هذا الضعف المؤسسي، وفي غياب البدائل الهادفة للطفل، نشأت فجوة اجتماعية عميقة، جعلت الطفل والمراهق أكثر هشاشة، أقل تفاعلاً، وأضعف انتماءً، لا يعرف كيف يتعامل مع محيطه، لا يملك لغة التعبير عن نفسه، ولا أدوات التواصل مع الآخر، هو كائن رقمي في عالم افتراضي، ينعزل عن الواقع أكثر مما ينخرط فيه.

ولهذا، فإن زج الأطفال بالمجتمع، وإعادتهم إلى فضاء العلاقات الإنسانية، لم يعد ترفًا تربويًا، بل ضرورة ملحّة، ففي الأحياء الشعبية والمجتمعات الريفية، حيث الحياة ما تزال تنبض بالبساطة والتواصل، نجد الطفل أكثر نضجًا اجتماعيًا، وأعمق فهمًا لمعنى التشارك والاحترام، من طفل المدينة الذي نشأ بين الجدران وأحاديث الأجهزة.

نحن اليوم أمام لحظة مراجعة، لحظة صدق لا بد أن نعترف فيها بأن بناء الإنسان لا يبدأ من المناهج، بل ممن يقدّمها، ممن يحتضنها، ممن يترجمها إلى واقع حيّ، لا بد من تأهيل الأم، وتأهيل المعلم، وتفعيل مبدأ الخصوصية في التربية، فكل طفل عالمٌ مستقل، لا تُجدي معه الحلول الجاهزة ولا النسخ المكررة.

فلنُعِد للأدوار معناها، وللتربية هيبتها، وللمعلم مكانته، علّنا نحمي إنسان المستقبل من هشاشة الحاضر.

 

 

رد مع اقتباس
قديم 07-19-2025, 03:54 PM   رقم المشاركة : 2
عبد العزيز شلبي
 
الصورة الرمزية عبد العزيز شلبي






عبد العزيز شلبي متواجد حالياً

عبد العزيز شلبي على طريق التميز


افتراضي

تــســــــ ــــلم الايـــــــ ـــــــادى
مجهود رائع يستحق الشكر والتقدير
تحياتى لك يا غالي

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:39 AM
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.